مقالات

د.لؤي عبدالمنعم يكتب.. دحر التمرد دفاعا عن الأرض والعرض لا يتعارض مع الحوار السوداني السوداني برعاية الجيش

حواري مع عقلاء قحت المستقلين في رؤيتهم الحانقين على التمرد الذي احتل بيوتهم ونهب أملاكهم وروع أسرهم لم ينقطع، وقد وصلتني من بعضهم رسائل إيجابية، يمكن التأسيس عليها في حل الأزمة السودانية… وبعيدا عن احتكار الوطنية أرجو ان لا ينصرف ذهن البعض ممن ليس لهم خبرة في السياسة أن هذه محاولة للوقيعة بين الإسلاميين بتقسيم صفهم بين متشددين ووسطيين، فهذا مدخل غير مناسب ولا يليق بمن يخاطبني، ولكن هناك اعتقادا عاما متناميا لدى عقلاء قحت أن حل أزمة السودان يكمن في حوار يمثل كل طرف فيه وجوه جديدة لم يسبق لها المشاركة لا في حكومة الإنقاذ ولا حكومة د. حمدوك السابقة، التي أصبح رموزها عبء على كل مكونات قحت برغم أن الدعم المقدم لقوى الحرية والتغيير مشروط بوجود د. حمدوك، وأتوقع أن يتم تجاوزه من المحيطين به عقب انتصار الجيش… أشياء كثيرة ستتغير بهزيمة التمرد الذي تبرأت منه قحت ذاتها رغم تمسك الإمارات والغرب به كأداة لتدمير البنية التحتية في السودان واستنزافه ليسهل السيطرة عليه وعلى موارده… هذه ليست الرسالة الوحيدة التي تعكس رغبة اطراف في قحت في الحوار مع الاسلاميين ولكن بصفة اخرى كخبراء او برامجيين… الاتحاديين والشيوعيين لم ينقطع تواصلي مع بعض قياداتهم على الصعيد الشخصي عكس حزب الامة والبعث والمؤتمر السوداني فهم الاكثر تورطا في القتال الى جانب التمرد وقد انقطع حواري معهم مع اتضاح دورهم في انقلاب المليشيا الى ان يعتذرون للشعب عن خطئهم الفادح… الشيوعيين برغم حنقهم على الاسلاميين الا انهم اصدروا بيان طالبوا فيه بوقف التدخل الاماراتي في الشأن السوداني وتسليحهم للتمرد ولم يطالبوا بوقف تسليح الجيش، لقناعة تولدت لديهم مؤخرا ان اكبر خطر يهدد الدولة ماثل في وجود المليشيا وداعميها، ثم ياتي الاسلاميين في المقام الثاني حسب وجهة نظرهم التي تأثرت بمرارات تاريخية، برغم ان حواري غير الرسمي مع الخطيب في منزله والذي تربطني به صلة قرابة انتهى بحل وسط هو عدم وجود خصومة لهم مع الاسلاميين الذين لم يشاركوا في حكومة الانقاذ… كذلك الاتحاديين اصدروا بيانات تندد بالدعم السريع شأن الحزب الشيوعي الاكثر تماسكا ووضوحا في رؤيته من مكونات قحت التي يتفق معها في المطالبة بوقف الحرب، رغم ان في ذلك بقاء للدعم السريع الذي يحملونه العبء الاكبر من الدمار والانتهاكات بحق المواطنين وفق رؤيتهم، ويبدوا ان هذا الموقف اضطرهم اليه تقاربهم مع الرؤية الدولية التي يطوفون في فلكها جميعا، مطالبة القحاتة بوقف الحرب حتى من هم خارج منظومتها من اليسار وبعض المحسوبين على التيار الاسلامي لها ما يبررها وان لم يدركوا خطر بقاء المليشيا وارتباطها بالاجندة الخارجية الساعية لتقسيم السودان، وهي لن تتغير حتى لو حكمت قحت وحلفائها في اليسار او تم التطبيع مع اسرائيل، وما يؤكد ذلك عدم تنفيذ الوعود الدولية بشأن رفع العقوبات كليا وشطب ديون السودان ابان فترة د. حمدوك في الحكومة الانتقالية زهاء العامين… وهذا لا يمنع من الحوار معهم خاصة العقلاء منهم، فالمخرج لازمة السودان في حوار سوداني سوداني بين القوى المدنية برعاية الجيش طالما هو ملتزم بالبقاء على الحياد وحراسة الدولة وحفظ امنها ومساعدة الحركات لتتخلى عن مسارها العسكري كي تصبح احزاب سياسية تعمل وفقا للقانون بعيدا عن اي امتيازات خاصة تزيد الاحتقان… ما ينبغي التركيز عليه دون ان نفقد تواصلنا مع العقلاء في الطرف الاخر، هو حسم التمرد باسرع وقت ممكن حتى لا ترتفع التكلفة الباهضة التي يدفعها الوطن والمواطن خصما على قدراته، وللحفاظ على ارواح المستنفرين في معركة الكرامة من الشباب المؤمن الغيور… الحوار المدني بالتزامن مع العمليات العسكرية سيكون خصم على التمرد الذي فقد الكثير من دعمه الخارجي وكل القوى المدنية في ظل الجرائم التي ارتكبها وفشله عسكريا في ترجمة الدعم الخارجي له في انتصار يقنع الممولون باستمرار ضخ المزيد من السلاح والاموال، وان كانوا مستمرين بوتيرة اقل فذلك للضغط باتجاه دفع الحكومة للحوار، وهو حوار لا نريد له ان يكون في القالب والشخوص والمكان الذي يختارونه لنا بل حوار نساهم في تشكيله بصورة شفافة ودون اقصاء لأي طرف مدني او في طور التحول المدني، ويمكنني بصفتي رئيس تيار المصالحة الوطنية الشاملة ان اسهم فيه جهة المقبولية لكل الاطراف رغم تصنيفهم لشخصي (بأن لي ميول اسلامية)، وفي تقديري هذا ينسجم ومطلوب وفق رؤية المراقبين والمهتمين وليس عقلاء قحت فقط، واي كانت رؤيتهم في تجاوز الحرس القديم للاسلاميين فهم مدركون ان التغيير سنة كونية تشملهم ايضا

إعلان

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى