
هو نعوم بشارة شقير ، شامي لبناني من أصل يمني قد.يم ، ولد في قرية قصبة الشويفات اللبنانية سنة 1864.
درس في الكلية الانجيلية السورية ( الجامعة الأمريكية ببيروت لاحقا ) و تخرج في كلية الآداب قسم التاريخ عام 1883 .
بعدها سافر إلى مصر و التحق بخدمة الجيش الانجليزي لانه كان معارضا لحكم الدولة العثمانية الإسلامي ، و يرجح انه التحق بقلم مخابرات الجيش الانجليزي ، لأنه مارس تشاطا سياسيا واجتماعيا واضحا ، وأصبح رئيسا لجمعية القديس جاورجيوس الخيرية ( يبدو أنها واجهة استخبارية ) و يعد من مؤسسي جمعية إعانة سوريا ( في ذلك الوقت كانت لبنان جزء من سوريا الكبرى ) .
كان له دور رائد في توجيه الشوام المقيمين في مصر حيث دعاهم للإندماج في المجتمع المصري مع الاحتفاظ بهويتهم الشامية .
وكان لنعوم شقير نشاط ماسوني كبير في مصر حتى وصل درجة رئيس محفل ( الماسونية فزاعة تخيف العوام للابتعاد عن شبكات المخابرات التي تخدم بريطانيا في مختلف الدول ، وقد إستخدمتها فرنسا فزاعة لحماية منظماتها السرية الثورية المنتشرة عالميا ) .
في سنة 1889 التحق نعوم باستخبارات الجيش المصري ( تحت قيادة بريطانية ) لجمع المعلومات عن الثورة المهدية في السودان .
شارك في أعمال التحري والتحقيق مع الاسرى والمخطوفين و الفارين من حكم التعايشي ، و ترجم تقارير الاسرى و الجواسيس و العملاء .
شارك في معارك و استطلاعات قادها كتشنر ثم و نجت في شرق السودان و جنوبه لجمع معلومات عن الثورة المهدية و استجواب الاسرى و الجواسيس و العملاء .
و اقام في معسكر جيش كتشنر على الحدود السودانية المصرية مستطلعا و مستجوبا و زحف معه إلى أن وصل تخوم أمدرمان و يبدو انه شارك في استجواب العميل الطيب ود الحسين الذي فر من حاشية الخليفة إلى معسكر كتشنر قبل ساعات من معركة كرري .
عقب المعركة شارك شقير في استجواب أسرى وجرحى الثورة المهدية .
مثلما شارك مع ونجت باشا و سلاطين باشا في تكوين قلم مخابرات المستعمر ، وعين ضابط المخابرات الشامي صمويل عطية في قلم المخابرات الذي اهتم باختراق اسر أمراء المهدية و من ذلك انه اشترى منزلا لشقيقته في حي الامراء ليتربى ابنها ادوارد عطية وسط أبناء اسر قادة الأنصار ثم الحقه بخدمة المخابرات .
عمل نعوم على جمع وثائق الثورة المهدية من دواوين الحكم والمنازل و قام بترجمتها والتعليق عليها .
بعد ثلاث سنوات من احتلال بريطانيا للسودان عاد نعوم شقير إلى مصر لتأليف و إعداد الكتب الموسوعية و من اهمها تاريخ السودان القديم والحديث وجغرافيته الذي صار المرجع الأول لتاريخ السودان .
توفي نعوم بشارة شقير في مصر سنة 1922 .
لا استبعد انه التقى الصبي الأمير/ علي محمد احمد المهدي ابان اسره ودراسته في مصر ، وهيأه للعمل في قلم مخابرات المستعمر البريطاني في السودان فقد سار بسير نعوم في التوثيق للثورة المهدية .
د طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الأربعاء 30 يوليو 2025 .