مقالات

التحالف الشيوعي المصري

د.طارق محمد عمر

في مقال له اشار د. صلاح بندر الى ان سبب تخليه عن الحزب الشيوعي هو التحالف الأمني بين المخابرات العامة المصرية والحزب الشيوعي السوداني ، ذلك ابتداء من أواخر يونيو من العام 1995 .
و بمقتضاه صار الحزب الشيوعي المصدر المعلوماتي الرئيس للمخابرات المصرية ووكيلا عنها في إدارة مصادرها في القرن الأفريقي وتنفيذ العمليات الأمنية وتنشيط الكوادر الشيوعية في قومية التقراي وجنوب السودان ، وتزويد ضباط المخابرات في السفارات المصرية بالمعلومات مقابل الدعم المالي والتدريب ، بعد الفطام الروسي للاحزاب الشيوعية .
بل وصل الإتفاق مرحلة تعيين قيادات شيوعية سودانية ضباطا في المخابرات المصرية .
لتحليل ما خطه يراع د. صلاح البندر أشير إلى التالي :
العلاقة بين التنظيم الشيوعي السوداني والمخابرات المصرية ظهرت ابتداء من ثورة 1924 التي نادت بالوحدة مع مصر والاستقلال عن بريطانيا .
خدع الحزب الشيوعي بادعاء ثورة 23 يوليو 1952 المصرية أنها اشتراكية التوجه فاستمرت في التعاون الأمني و غيره بين الطرفين دون إفاقة حزبية تبين له حقيقة ان الثورة امريكية بريطانية في جوهرها ،وانها جاءت لهدم الشيوعية .
قبيل استقلال السودان عمل التنظيم الشيوعي على تزيين فكرة الوحدة مع مصر وطرد المستعمر البريطاني وكان من المعارضين لفكرة الاستقلال .
وابتداء من العام 1957 بدا التنسيق بين المخابرات الحربية المصرية في الخرطوم والضباط الشيوعيين في الجيش السوداني لتدبير الانقلابات العسكرية .
انقلاب انا السودان في سنة 1992 كان بتنسيق بين الضباط الشيوعيين والاستخبارات المصرية .
عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري مبارك في أديس أبابا 1995 التي تمت بتدبير أمريكي واستخباري مصري واختراق لمخابرات السودان ، استجاب محمد ابراهيم نقد سكرتير عام الحزب الشيوعي وهو رجل تنظيم ومخابرات ، استجاب للرغبة الأمريكية المصرية والاتحاد أوروبية بوضع إمكانيات الحزب الأمنية في خدمة أهدافها .
وحصار القيادة العامة فيما عرف بالاعتصام ثم تدبير تمرد قوات الدعم السريع وما تبعها من مساعدات استخبارية ميدانية وقطوعات الكهرباء والمياه ما هي إلا انفاذا لبنود الإتفاق بين الجانبين .
د .طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الأحد 3 أغسطس 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى