
ولد في كردفان منتصف القرن التاسع عشر في بيئة دينية و تلقى تعليمه الديني في الخلوة مثلما درس في كتاتيبها .
عمل بالزراعة والتجارة وصار زعيما قبليا لما له من حكمة وقدرات إدارية .
و يعد أحد اهم أمراء الثورة المهدية و لقبه الشجاع ، و من الأوائل الذين بايعوا الإمام/ المهدي في الأبيض و شارك في المعارك إبان حصارها و فتحها إضافة لمعركة شيكان ، وقاد معارك أخرى ضد قوات غردون ، مثلما شارك في قيادة حصار الخرطوم بين عامي 1884 و 1885 .
يعد من أبرز المقربين للمهدي و محل ثقته و تقديره ،
يعد ود بشارة احد اكفأ رجالات المهدية في مجال الاستخبارات والامن والمخابرات الخارجية ، وامتاز بالحكمة .
لعب ادوارا سياسية في توطيد أركان الدولة المهدية وادوارا اقتصادية وادارية .
عمل على توحيد القبائل تحت راية المهدية وحثهم على مقاومة المستعمر . وقد عمل على تماسك الثورة المهدية .
شارك الأمير ود بشارة في اخماد نار الفتنة في دارفور حين تمرد بعض زعماء القبائل علي المهدية منهم مادبو زعيم الرزيقات ، مثلما عمل على تثبيت دعائم الثورة المهدية في دارفور ، و شارك في معارك على الحدود مع تشاد و داخلها .
شارك الأمير / ود بشارة في معارك شرق السودان وجنوبه واخماد نار الفتنة في جنوب كردفان .
كان يقود سرية استخبارية مكونة من 110 من الأفراد و معظم نشاطه كان في شمال السودان ، وكان محل تقدير وثقة الخليفة عبد الله .
لود بشارة جواسيس داخل مصر يرصددون الاحوال و التحركات العسكرية المتعلقة بقوات كتشنر المرابطة على الحدود السودانية المصرية عشرات الكيلومترات شمال توشكي.
كذلك استطاع إرسال جواسيس إلى معسكر القوات البريطانية تحت غطاء التجارة الحدودية والسفر .
كانت له شبكة بريد سريعة لتوصيل التقارير الاستخبارية إلى الخليفة عبد الله في ام درمان واستلام توجيهاته ، استعان فيها باجود انواع الخيول والجمال و اسرعها .
ذات مرة كان أحد جواسيسه داخل المعسكر قد سمع رسول بعثه شيخ الكبابيش/ صالح فضل الله إلى و نجت باشا ( عقيد في المخابرات البريطانية ) و مسؤول استخبارات الحملة ، يطلب منه مده بالسلاح والذخائر لمهاجعة قوات الثورة المهدية ( الثورة المهدية كانت سببا في الحصار الاقتصادي التجاري على السودان ، و كان نقل البضائع والمسافرين على ظهر الإبل بين السودان و مصر هو أهم مصادر رزق للكبابيش لذلك كانوا حانقين على المهدية ) .
قام الجاسوس بإطلاع ودبشارة بما سمع ورأى .
نصب ود بشارة كمينا لضبط القافلة المقلة للسلاح والذخائر خارج مدينة بربر واستطاع ايقافها ، وكانت محملة ب 15 الف قطعة سلاح و صناديق ذخائر ، و مع القافلة رجل اوروبي عثر معه على خطاب موجه من و نجت إلى زعيم الكبابيش يحرضه فيه على مهاجمة نظام المهدية و يعده بمزيد من السلاح و الذخائر .
امر محمد ودبشارة بإرسال القافلة بما فيها و من فيها إلى الخليفة في ام درمان ، وبعد التحقيق حبس الخواجة في سجن الساير و يرجح إعدام السودانيين ، بينما ارسل الخليفة قوة خاصة بقيادة القائد ودنوباوي إلى حيث شيخ الكبابيش فطاردته و حاصرته ثم قتلته و أرسلت راسه بعد جزه إلى الخليفة فعلقه امام مسجده ثم في سوق ام درمان الكبير .
في العام 1895 أصدر خليفة المهدي قرارا بتعيين الأمير/ محمد ود بشارة ، اميرا على دنقلا ، و لما انسحب منها بعد هجوم من الجيش الانجليزي و لم يكن معه غير جنود الاستخبارات المستطلعين ظنت النساء جهلا في ام درمان انه جبن فهجينه في الاغاني .
و لأن لكل جواد كبوة و لكل قائد عثرة لم يستطع ود بشارة كشف حقيقة الطيب ود الحسين ، وكان خليفة المهدي قد تلقى تقريرا من الأمير / الزاكي طمل أمير بربر ، يفيد باتهام المواطن الطيب ود الحسين بالتجسس لصالح الانجليز فوجهه الخليفة بأن : الحقه بسرية ود بشارة ، و بعد ستة أشهر كتب ود بشارة إلى الخليفة ما يفيد ببراءة الطيب من التهمة ، فاستدعى الخليفة ود الحسين إلى أم درمان و جعله من المقربين وكبير للمستشارين وكان رجلا معسول الكلام يسعد المجالس بطرفه ، فاذا به عميلا مزروعا من قبل ونجت البريطاني وكان سببا في انهيار الدولة المهدية .
ربما أجد الف عذر لود بشارة فبعد مرور 130 عاما مازالت انساقنا الأمنية تجهل كنه العميل و لايوجد تص قانوني يجرم فعله و يعاقبه .
انسحب الأمير / محمد ود بشارة مع الخليفة عبد الله من ام درمان إلى ام دبيكرات عقب معركة كرري ، وشارك في صد هجوم قوات و نجت باشا في 24 نوفمبر 1898 و تم اسره و ترحيله منفيا إلى سجن في الجنوب . و افرج عنه بعد سنوات فعاد إلى قريته و منها إلى أم درمان ، و لقي ربه عام 1913 بعد ان ترك بصمة خالدة في مقاومة المستعمر .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الأحد 27 يوليو 2025 .