فرنسا ام الثورات المعادية للامبراطورية البريطانية ، ساعدت في تأسيس ودعم الحركة الإسلامية و رائدها جمال الدين الافغاني ، بالهيكل التنظيمي و اختصلص و مهام فروعه ، و جمع المعلومات و تحليلها و التخطيط لاجتثاث الاستعمار البريطاني العالمي بالحراك الجماهيري و العنيف ، ذلك بواسطة منظماتها الثورية السرية في باريس سنة 1894 و 1896 ثم في مصر .
الشيوعي لينين امضى العام 1895 متنقلا بين فرنسا والمانيا و سويسرا ، حيث التقى ناشطين كبار في التنظيمات الشيوعية و الاشتراكية و أغلبهم من اليهود .
خمسة من ضباط المخابرات الألمانية نظموا سفرية قطار سرية إلى بطرسبيرج و على متنه لينين و معاونيه ، بينما دعمته فرنسا ب 50 مليون دولار لاشعال الثورة البلشفية .
الخديوية في مصر دعمت الحركة الاسلامية منذ العام 1879مثلما دعمت جماعة الاخوان المسلمون بزعامة حسن البنا في العام 1928 .
و ذات الحكم الخديوي المؤسس و المسنود من فرنسا هو من ساند و سمح للتنظيم الشيوعي المصري بممارسة نشاطاته في مصر .
المنظمات الثورية السرية الفرنسية لقنت قيادتي الحركة الاسلامية و الشيوعية في مصر فنون للثورة و العمل السري .
أولى خلايا التنظيم الشيوعي السري في السودان كونت سنة 1913 اي انها سبقت تكوين أولى خلايا الاخوان المسلمون بنحو 37 عاما ، كان اسم التنظيم الشيوعي الجبهة المعادية للاستعمار ( البريطاني ) مثلما نادى الاخوان بجلاء المستعمر ( البريطاني) ،هذا التوافق في الهدف جعل الشيوعي يتولى مهمة تأهيل الاخوان سنة 1949 حيث كلف بعض عضويته بهذه المهمة و منهم يس عمر الامام و بابكر كرار و ناصر السيد ، و ثلاثتهم تحولوا فكريا لما يؤمن به الاخوان .
انقلاب المقدم / علي حامد سنة 1959 الذي شارك فيه المرشد العام للإخوان المسلمون/ الرشيد الطاهر بكر ، ارجح انه خطط و دبر بواسطة الحزب الشيوعي غير المعترف به حينها ، لأن علي حامد من عائلة يغلب عليها الطابع اليساري ، و منها خلف الله خالد اول وزير دفاع للسودان مؤسس اول حزب اشتراكي في البلاد ،و منها المقدم/ محمد نور ، و هي من قبيلة العمراب في حي الموردة الام درماني .
بداية الخلاف بين الشيوعي و الإخوان حدثت يوم 18 نوفمبر 1965 إثر إساءة الطالب الشيوعي بكلية تربية جامعة الخرطوم المدعو/ شوقي محمد علي لبيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، إذ تولى الاخوان برئاسة د. ترابي تحريض الاحزاب و الجماهير على مهاجمة دور الحزب الشيوعي، مثلما تبنوا قرار حله و طرد نوابه من البرلمان ، و رفضوا الانصياع لقرار المحكمة العليا ببطلان قرار الحل و الطرد ،علما بأن د. ترابي كان عميدا لكلية القانون جامعة الخرطوم .
إثر انقلاب 25 مايو 1969 المسنود من الحزب الشيوعي لجا كثير من الاخوان إلى السعودية بينما استشهد بعضهم في معارك الجزيرة ابا سنة 1970.
تنسيق الاسلاميون مع المخابرات الأمريكية في طرد الاحتلال السوفيتي من أفغانستان بعد العام 1979 خلق برزخا من الكراهية بين عضوية التنظيمين .
مناصرة الحركة الإسلامية للرئيس / نميري في تبنيه التوجه الإسلامي وتطبيقه التشريعات الإسلامية عام 1983 اغضب الشيوعيين فانحازوا لحركة المتمرد جون قرتق و وضعوا امكانياتهم في خدمة المخابرات الأمريكية للاطاحة بنظام حكم النميري و قد كان .
ابتهاج عضوية الحركة الإسلامية بانهيار الاتحاد السوفيتي أذاق الشيوعيين مرارة شديدة .
كشف و افشال الحركة الإسلامية الانقلاب الشيوعي في سنة 1992 زلزل الحزب وكسر شوكته، فوضع اجهزته الأمنية في خدمة المخابرات الأمريكية و الغربية لاختراق تنظيم الاسلاميين و مؤسسات ثورة الإنقاذ الوطني .
الاسلاميون من ابناء الخرطوم الذين اقالهم البشير من مناصبهم بضغط امريكي ، هم من دفع بشباب العاصمة للتظاهر حتى يؤوب البشير الى العدل و الانصاف ، كان الهتاف لا للظلم لا للجوع مستمرا لشهرين دون انقطاع وكان المامول تدخل قيادة الجيش للضغط على البشير ، الشئ الذي لم يحدث فانتهز الحزب الشيوعي تلك السانحة و صعد على كتوف الشباب مغيرا الهتاف ل ( حرية سلام و عدالة، الثورة خيار الشعب ) ، ثم تحركت اللجنة الامنية و اطاحت بحكم البشير و كل عضويتها من الاسلاميين الملتزمين و لولاها ماتجرا حزب على تغيير نظامه .
لكن الحزب الشيوعي اعتقد ان فشل حكومتي د. حمدوك سببه المؤتمر الوطني فواصل في التظاهر و إغلاق الطرقات بالحجارة منعا لحركة المواطنين و قسرهم على العصيان المدني .
دفعت المخابرات الامريكية بالمدعو / فولكر ( فولكر لقب يعني المباغت و المفاجئ ) لوضع خطة لتفكيك الجيش و القوات النظامية و استبدالها باخرى علمانية تحارب بالوكالة عن الغرب ، و استعان بالعلمانيين في قيادة حزب الامة و بالشيوعي و بعض اليساريين في لجان المقاومة .
التغيير الذي قاده الفريق اول / عبد الفتاح البرهان ضد حكومة د. حمدوك الفاشلة يوم 25 أكتوبر 2021 ولد الياس في نفوس قادة الشيوعي الراغبين في الاستوزار ، و أحس القادة العلمانيون في حزب الأمة بتراخي موعد الانتخابات .
لهذا و ذاك تم دعم قوات الدعم السريع بالايواء و الاخفاء و التخفي و التنكر و التمويه و المعلومات و الاحداثيات و الارشاد و التشوين و النقل و تعطيل خدمات الكهرباء و الماء و مهاجمة مراكز الشرطة و دفع المواطنين الى النزوح و اللجوء، لتستفيد قوات الدعم السريع من مساكنهم لاغراض السكن و الحرب مما أطال امدها .
ان معظم المشاركين في مؤتمر نايروبي من الكوادر الشيوعية السريةو العسكر ينما غاب القادة المدنيون .
كل ذلك للانتقام من الاسلاميين ، و قد دفع الشعب السوداني الثمن باهظا.
الحزب الشيوعي بلغ من العمر 112 سنة و هو الاعرق من بين الاحزاب السودانية ، ناديت و لم ازل بتخصيص 10 مقاعد برلمانية و وزارتين في كل حكومة ، للحزب الشيوعي الآيس من الانتخابات العامة حتى يسلم السودان و يتفرغ للبناء و التنمية .
قليل من التفكير خارج الصندوق .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الاثنين 24 فبراير 2025 .
