
اول قنصلية أمريكية في السودان .
في العام 1818 افتتحت واشنطون اول قنصلياتها بمدينة سوااكن شرقي السودان .. وكانت سواكن من أكبر وأهم الموانئ المطلة على البحر الأحمر .. منها تنطلق السفن التجارية إلى الهند محملة بالرقيق وسن الفيل والذهب والقطن والحبوب الزيتية والعسل والخشب وريش النعام .. وتجلب البهار والبخور ( خاصة الصندل) والقماش .
كانت السفن التابعة للدول الشرقية والغربية تمخر عباب البحر على هيئة قوافل وترسو في ميناء سواكن لاغراض التفريغ والشحن والراحة والتزود بالماء والطعام وسداد الرسوم .
كانت سواكن مركزا تجاريا مهما واليه ترنو أنظار العالم .
قطن سواكن كبار التجار السودانيين والأتراك وحضرموت اليمن والمصريين والهنود والفرس وشادوا فاخر القصور والفنادق .. ولم تزل آثار قصر الشناوي شاخصة .
حينها كانت سواكن تحت الاستعمار المصري ذلك في عهد الخديوي الالباني / محمد علي باشا حاكم مصر وشرق السودان .. ومعلوم ان الحكم الخديوي مكنته ودعمته فرنسا العدو اللدود للامبراطورية البريطانية .
عبر ميناء سواكن لطالما توغل جواسيس بريطانيا من يهود ونصارى إلى داخل السودان لاستطلاع احواله واختراق الحكومة السنارية .. كان بعض الجواسيس يدعون الإسلام ونسب اشراف الحجاز ويتزيون بزيهم .. فيصدقهم الحكام ويكرمون وفادتهم .
كانت أميركا تحت تأثير القبضة البريطانية و تخدم مصالحها .. ففي العام 1818 أصدر الرئيس الامريكي / جيمس مونرو قرارا بتعيين جون ه كينيدي JOHN H KENNEDY قنصلا امريكيا في ميناء سواكن السوداني .. ذلك لايجاد موطئ قدم لبلاده على ساحل البحر الأحمر وتعزيز التجارة الأمريكية ورصد الأحوال الاقتصادية والسياسية ( المخابرات ) .. على أن يرفع تقاريره إلى وزارة الخارجية في واشنطون ( تضم إدارة للمخابرات الخارجية ) .
في العام 1820 رست بواخر حربية بريطانية بميتاء سواكن وانزلت قوات من سلاح البحرية البريطانية بكامل اسلحتها فاحتلت الميناء وانهت الاستعمار المصري .
اذن كانت المهمة الرئيسة للقنصل الامريكي هي توفير المعلومات الاستخبارية التي تساعد القوات البريطانية على احتلال ميناء سواكن والسيطرة على كامل المدينة .
تلك كانت بداية الاهتمام الامريكي بالسودان .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم السبت 28 ديسمبر 2024 .