مقالات

علمته الرمي فلما اشتد ساعده رماني !.  

د.طارق محمد عمر

ثار حوار بين بعض مثقفي السودان دار محوره حول عداء بعض مسؤولي الحكومات الأفريقية للسودان .. علما بانهم تخرجوا في جامعاتنا .. وما حصلوا عليه من شهادات علمية أهلهم لتولي مناصب ووظائف عليا في بلدانهم .

نعيب زماننا والعيب فينا وما باحد من عيب سوانا .

جامعاتنا تستقبل مطلع كل عام دراسي مئات الطلاب من مختلف دول العالم خاصة من أفريقيا .

اغلب الطلاب حين ياتون للدراسة يكونوا في عمر دون العشرين عاما .. ولم تزل بهم آثار الصبا فيتوقع منهم الزلل .. وربما تكون المرة الأولى التي يفارقون فيها أسرهم واوطانهم .

الإنسان عرضة للمرض ونقص المال والجوع والخوف والفشل .. فهل تعاملنا معهم بما يليق وعوضناهم عن فقدهم اهتمام وحنان أسرهم وعزتهم في اوطانهم ؟ .

هل اشركناهم في مناسباتنا العامة والخاصة ام تركناهم منزوين في غرفهم ؟ .

هل مكناهم من مقابلة قادة البلاد وكبار علمائها ورموزها ليبصرونهم بعلاقة السودان ببلدانهم ويكسبونهم خلاصة تجاربهم بما يضئ لهم المستقبل ؟ ام تاففنا منهم واتخذناهم نسيا منسيا ؟ .

يا سادتي بعض الطلاب الأجانب يجوبون الطرقات ويطرقون الأبواب تسولا وفيهم فتيات !! .. فانتهرناهم واغلقنا في وجوههم الأبواب .. وشقة تمر في فم جائع تدخل الجنة .

كم أمير وابن رئيس رفضنا قبوله بجامعاتنا لعدم استيفائهم شرطا من شروط القبول كنقص في الدرجة العلمية… وعبسنا في وجوههم او انتهرناهم .. فتسببنا لهم في حرج .. فإذا بجامعات أوروبية عريقه قبلتهم عملا بمبدأ : ان لكل قاعدة قانونية وفقرة لائحية استثناء .. منحتهم الشهادات واصبحوا ملوكا وامراء ورؤساء وافادوا تلك الدول .. وتحسرنا .

نحن في حاجة لثقافة احتواء الأجنبي وكسب وده .

ان مصر تمنحهم الشهادات وتزوجهم ليصبحوا لها سندا وعضدا .

لدينا مثل شعبي اهملناه يقول : قدم السبت تجد الأحد.

د. طارق محمد عمر .

الخرطوم في يوم السبت 28 ديسمبر 2024 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى