
ذكرى اعلان استقلال السودان
اليوم الخميس 19 ديسمبر 2024 يصادف الذكرى رقم 69 لإعلان الاستقلال من داخل البرلمان .. انها ذكرى تسعدنا ولكن علينا تدبر حالنا قبل وبعد نيلنا الاستقلال .
بنظرة تاريخية إلى حقبة الاستعمار الأولى ١٨٢١ إلى ١٨٨٥ والتي اطلق السودانيون عليها اسم التركية السابقة وفي جوهرها الباتية خديوية بمساعدة مصرية وبتخطيط ودعم فرنسي مستتر .
عمل المستعمر وقتذاك على إحداث تنمية شاملة عمادها الثقافة فلا تعجب من إجادة خريج مدرسة الكتاب ( الابتدائي ) لثلاث او خمس لغات وهي الفرنسية والايطالية والالمانية والإنجليزية إضافة للعربية .. ذلك أن فرنسا مهد الثقافة .
وشملت التنمية الخدمات الأمنية والصحية والطرق ومواعين المواصلات والنقل وتخطيط المدن والقرى ودواوين الحكم والادارة وتنمية الزراعة كما ونوعا وتهجين الثروة الحيوانية مع انفتاح كبير على العالم الخارجي .. حينها عرف السودان بالبلد السعيد .
وضع المهدي نهاية لذلك الحكم الاستعماري بعد ان قتلت قواته 25 الف اجنبي وقطعت راس غردون حاكم السودان وذبحت القنصل الامريكي / عازر عبدالملك .
استمر حكم المهدية ل 13 سنة رأى فيها الشعب التعسف والجوع والمرض والجهل واحتكار السلطة والثروة والعزلة الدولية .
المستعمر البريطاني 1898 الى 1956 اهتم باحداث تنمية شاملة أساسها جودة الإدارة وحكم القانون واستقلال القضاء .
خرج المستعمر البريطاني وفاء لعهد قطعه مع الجيش السوداني والثوار بتيل السودان استقلاله اذا ساند بلاده في الحرب العالمية الثانية . وقد كان .
ترك الانجليز السودان نسخة من بريطانيا في شتى المجالات .. كان الجنيه السوداني يعادل اكثر من 5 دولارات .. تركوا لنا 25 طائرة مدنية من طراز داكوتا تجوب العالم ومشروع الجزيرة الزراعي الذي يعد من أكبر المشاريع المروية في العالم .. طرق مسفلتة بمواصفات عالمية وسكك حديدية ربطت أطراف السودان .. وخدمات تعليمية وصحية لاتضاهى .. وجيش مهيب وأمن كفؤ وبوليس لاينام .. حينها أيضا عرف السودان بالبلد السعيد .
لكنا تردينا بسبب العنصرية والجشع والحسد ولم يتبق لنا ما نعتز به الا الجيش .
لإصلاح البلاد لابد من بسط الحرية الكاشفة لبواطن الزلل وحكم القانون واستقلال القضاء ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب وتجويد الإدارة والرقابة والمحاسبة والتحفيز .. والانفتاح العالمي الذي يراعي مصالح الدولة .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الخميس 19 ديسمبر 2024 .