
قبل تكوين السودان الحديث دولة موحدة كان لبعض الدول ممثليات في سواكن وبربر لرعاية مصالحها التجارية كذلك في سلطنات دارفور .. ولم يمر يوم والا استقبل حكام الدولة السنارؤة رسل من الخارج .. و خلال تلك الحقب التي امتدت لنحو 700 عام لم تسجل صفحات التاريخ حالات اعتداء على القتاصل المقيمين وغير المقيمين واسرهم ومقارهم وممتلكاتهم .. بل كانوا في حلهم وترحالهم محل حفاوة وتقدير وحماية رسمية واهلية .
عندما تحركت جيوش محمد علي باشا ( الالباني الأصل ) بعد العام 1813 لفتح السودان كان في معيتها ممثلين لدول أخرى.
1821 استكمل فتح السودان وبدأت القنصليات عملها في العاصمة مدني ثم انتقلت الى الخرطوم مع انتقال الحكومة إليها في العام 1825 .
تم تخطيط العاصمة الخرطوم هندسيا واداريا فمنحت القتصليات مساحات شاسعة لتشيد عليها مقارها الرسمية وملحقاتها السكنية .. وتم وصل القنصليات مع الخارج بالهاتف والتلغراف السلكي والبريد المكتوب او مايعرف بالبوستة . والتحق نفر من السودانيين بخدمة تلك القنصليات كتبة ومحاسبين ومترجمين وحرس وعمال .. كان السودان امنا وسعيدا وضيوفه كذلك .
لكن فرنسا لم ترض التمدد البريطاني الامريكي في السودان ومصر فحركت منظماتها السرية الثورية واشعلت الثورة العرابية في مصر والمهدية في السودان .. فتم ذبح غردون الحكمدار البريطاني والقنصل الامريكي عازر عبد الملك .. وتشاء ارادة الله أن يقتل القنصل الفرنسي المسيو هربن خارج العاصمة وهو في طريق هروبه إلى مصر قبيل معركة الخرطوم في يناير 1885 .
في فترة الحكم المهدوي لم تكن للدول قنصليات او سفارات ذلك في إطار الحصار الدبلوماسي البريطاني على السودان .. وكانت الكنيسة النمساوية تمثل صلة الوصل بين العالم ونظام حكم المهدية .
الخرطوم في يوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024 .