قالوا في المثل صاحب المال محسود، ونحن نقول صاحب الثروات المتعددة محسود، والسودان يعتبر من الدول ذات الثروات المعدنية والزراعية والحيوانية الضخمة، والتي إذا قدر له أن يستقلها فسوف يصبح من أغنى دول العالم قاطبة، وقد فطن المستعمر قديما لذلك، فعمل اولا علئ ذرع بذور الفتنة بين أبنائه، وكانت المناطق المقفولة في جنوب السودان وجبال النوبة ، ثم بعد تمرد توريت 1955م، وبروز حركة انانبنا المسلحة في جنوب السودان كأول جبهة َتفتح لتفتيت وحدة السودان واستمرت الحرب بين جنوب السودان وشمال لمدة 55 سنة، وفي النهاية تم فصل جنوب السودان، ثم فتحت جبهة دارفور، والتي لم تتعامل معها الحكومة آنذاك بلغة العقل، والتي كانت من افراذتها عدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية وظهور النعرات القبلية والعنصرية بين أبناء الوطن الواحد، كما أن التغيير السياسي الذي حدث في السودان وإنهاء حكم الإنقاذ وبروز قوى الحرية والتغيير (قحت) في الساحة السياسية ساهم في تعقيد الأوضاع المعقدة اصلا وازدادت المشكلات السياسية والاقتصادية، مما ساهم في بوز الحرب الحالية التي شردت السودانيين عن ديارهم فأصبحوا لاجئين في دول الجوار أو نازحين في الولايات الآمنة أو متواجدين في الولايات التي دخلها المتمردين، وبسومَونهم سوء العذاب، وقد تجلى بصورة واضحة إشعال الغربيين لهذه الحرب بمعاونة بعض دول الإقليم العربي والأفريقية لتحقيق تلك الأطماع الاستعمارية القديمة في المنطقة من إخلال جعل السودان دولة فاشلة وهو بوابة السودان لأفريقيا جنوب الصحراء، كما أنهم يساؤون بين الجيش وقوة متمردة منشقة عنه، تنتمي لإحدى القبائل في غرب السودان لأجل زرع مزيد من الفتنة بين السودانيين بتبني احد قادة المتمردين لشعار إزالة دولة 56،الني وهي دولة مابعد الاستقلال واستبدالها بدولة العطاوة وهم مجموعة قبلية توجد في عدة دول في غرب أفريقيا والسودان ولاتساوي نسبة مواطنيها في السودان 10% من نسبة السكان،ومما يدعوا للأسف أن معظم أحزاب وسياسي قوى الحرية والتغيير ينتمون لدولة 56 التي يريد المتمردين إزالتها والقضاء عليها، أليس في أولئك القوم رجلا رشيد، كما كشفت هذه الحرب جليا مدى مدى الاستهداف الذي يتعرض له للسودان من قبل تلك الدول بمعاونة بعض أبنائه من طالبي السلطة بأي ثمن حتى ولو كان بخسا، الموقف الخارجي خصوصا الغربي من هذه الحرب بات واضحا كما أن مواقف بعض الدول الأفريقية أكثر وضوحا، وهي في معظمها دول مأمورة لاحول ولاقوة لها تجاه اسياده الغربيين، كما يجب أن لاننسى الدور الإسرائيلي واطماعه الظاهرة والمستترة في السودان والذي كانت فيه أقدم جالبة في أفريقيا، كل هذا التكاكوا على السودان يتطلب الوحدة بين أبنائه لكي يحافظوا على وطنهم من الضياع ويسكنه الأقرباء أو يصبح عبارة دويلات لاحول ولا قوة لها، لأن القوة في التوحد وليس التشتت كما ينبغي إزالة النظرة العنصرية وخطاب الكراهية من نفوس الناس، من خلال التوزيع العادل للثروة والسلطة بين جميع أبناء الوطن دون إقصاء لأحد أو حزب أو جهة، والان يان بحكومة ديمقراطية قوية عبر انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها كل السودانيين لاختيار من يمثلهم، واخيرا يجب أبعاد الانتهاذيبن والنفعيين عن العمل العام والاعتماد على الشخصيات الوطنية الأمينة والقوية، لتحقيق شعار وحدتنا في قوتنا، ولتحقيق أمنيات اسلافنا من الشعراء والمبدعين، ولمالهم العريضة في وطن أمن ومستقر، ونختم بقول شاعرنا الكبير محمد عبد الرحيم أيها الناس نحن من نفر عمرو الأرض أينما قطنوا.