
حالة الانفجار التي يعانيها مركز العزل في الأبيض تفرض على المؤسسات الصحية وقيادتها اتخاذ إجراءات أكثر لمحاصرة وباء الكوليرا، لأن ارتفاع مستويات الإصابة وارتفاع الحالات المبلغ عنها والوفيات جاءت نتيجة للمخالطة المجتمعية وغياب التوعية المستمرة. فهل تحتاج مراكز العزل إلى إجراءات أكثر حزماً؟ وإلى إيلاء عناية أكثر للمرضى؟
🥏الشاهد أن الوضع المتدهور يكشف عن الحوجة الماسة لتراتيب إدارية فيما يخص الكادر الطبي وتعزيز الكوادر الموجودة بالمركز، فالإحصاءات تكشف عن (12) حالة وفاة بنسبة تصل إلى (7%) من جملة الحالات التي وصلت المركز، وهو ما يتطلب توعية مستمرة. فهل تدرك وزارة الصحة ضرورة وجود منصة إعلامية تحدث حراكاً مجتمعياً واسعاً عبر تحديثاتها المستمرة عن الوباء؟
🥏أما مؤشرات المعركة حول ابقبه فحل الديوم، فتكشف بالأرقام علو كعب القوات المسلحة والقوات المساندة لها؛ ففي محور بارا خلال الـ(72) ساعة الماضية، وجّهت المدفعية والمسيرة ضربات دقيقة في مواقع مختلفة بالخريطة، حيث أكدت مصادر الزاوية تدمير مدفع بطاقمه تماماً، وتدمير وحرق عدد (67) عربة تدميراً كاملاً بنسبة تصل إلى (25.4%) من جملة العربات القتالية الموجودة بمحور بارا. وتبدو صور العربات المعطوبة والمجرورة والمتجهة إلى خرسي، كاشفة عن حالة الانهيار الذي تعانيه عناصر المليشيا، ووفق الإحصاءات فقدت المليشيا عدد (212) ما بين قتيل وجريح، حيث تصل نسبة القتلى إلى (62%) من جملة الخسائر أعلاه.
🥏والمؤكد في محور الدبيبات مقتل اللواء (كبه) وعدد من القادة، وجرح ماكن الصادق، ومقتل بوب في محور منطقة مركب، وإصابة عصام الناعم الذي أُخلي من المحجر، فقد عبرت منطقة شرشار عدد (6) عربات قتالية تحمل الناعم غرباً. فهل وصل المذكور إلى الضعين؟ ومنطقة شرشار تعاني، حيث وصل (7) حالات إصابة بالكوليرا منها عدد من الوفيات، مما يطلب إجراءات احترازية من أهل المنطقة، حيث تم عزل كامل للمستوصف الموجود بالمنطقة. والحالات قادمة من منطقة أبوحديد.
🥏رغم حالة الانهيار التي يعانيها قادة المليشيا، المصابون منهم والموجودون في محاور النهود والدبيبات وبارا، إلا أن الصورة تكشف عن حركة متحركات تتقدمها جرارات المستنفرين المغرر بهم، الذين عبروا منطقة ساروا في شمال دارفور، ووصلوا إلى أودية أم سنطة ببادية الكبابيش صباح الجمعة، وتحركت مقدمتهم ليلة الجمعة، وعبر البعض منهم حمرة الشيخ صباحاً في اتجاه الشرق. المشاهد تلك تكشف عن حالة التوهان التي تعانيها المليشيا، فهي تزج بهم في محرقة مضمونة العواقب، كحال الذين يتم استنفارهم من أبو زبد ولقاوة وأبو اللكري للتوجه إلى أم عردة. فهل وصل راكبو المواتر المكلّفون بالاستطلاع إلى أبو حراز؟
🥏الإشارات تلك رسالة مشفّرة لغرفة السيطرة: آن الأوان لحسم بؤر التهديد، وآن الأوان لانطلاق الصياد. فالمليشيا رغم استعداداتها لإشغال الصياد، إلا أنها تعاني الإنهاك وغياب الأهداف، فالكل يتحرك بلا هدف، والخلافات تدب بين قادة المليشيا وقادة الحركة الشعبية بمحور الدبيبات، المتواجدة قواتهم بمنطقة أم طليحة الواقعة للجنوب الغربي من سموحة وشمال السكة حديد. فهل نشهد تغييراً ميدانياً يحدّ من حجم المهددات المحتملة؟ أم يغطّ البعض في نوم عميق؟
ولنا عودة
إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
السبت 14 /6 /2025