
الموساد يتولى إدارة الأنشطة الأمنية خارج إسرائيل وهو ذات نهج المخابرات البريطانية المعروفة ب MI6 والمخابرات الأمريكية CIA .. وثلاثتها تدير شبكات عملاء وجواسيس خارج بلدانها .
الجاسوس ينشط اكثر في حالة السلم لأن نشاطه يتمحور حول المعلومات التي يسعى إلى الحصول عليها سرا بحواسه الخمس وربما الست .
اما العميل فهو مكلف بتنفيذ خطة معينة مثل تحديد الاحداثيات الخاصة بأماكن وجود العدو تمهيدا لقصفه او مفاجاته اقتحاما او خطفه .
ونشاط العملاء يتجلى اكثر في حالات الحروب .. والعميل يكون منفردا او ضمن شبكة لها مدير .. والمدير يتولى الاتصال بمشغله.
المدنيون من نساء واطفال ومسنين ربما قضوا نحبهم في القصف بسبب العميل الذي ارشد الى مكان وجود الهدف دون أن يشير إلى وجودهم في المكان والا لتغيرت زاوية القصف .. ذلك أن شبكات العملاء في حالات الحرب تكون حديثة التكوين ومحدودة التدريب .
القوات الإسرائيلية قصفت مفرزة من الجيش اللبناني في جنوب لبنان والمرجح انها مخابرات حربية .. لأنها اي المخابرات الحربية هي التي شنت حملة لاعتقال من اسمتهم بالجواسيس ( وحولتهم الى إدارة المعلومات اي الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية ) وهم في الحقيقة عملاء لاجواسيس .. ينشطون في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله وداخل العاصمة بيروت .. الشئ الذي أدى لانكماش نشاط العملاء خشية الاعتقال وبالتالي ندرة الاحداثيات .. فتحول القصف إلى شمال وشرق لبنان .. اما قصف سوق النبطية فتم في إطار الحرب الاقتصادية على عناصر حزب الله .
منذ تكوين دولة إسرائيل سنة 1948 بدأت مخابراتها في تجنيد جواسيس غزاويين وكانت توشمهم بخاتم سليمان او نجمة داؤود للتعرف عليهم عند حضورهم لرفع التقارير .. وكان الوشم يرسم صغيرا تحت شحمة الأذن او تحت الابط وفي الأماكن الحساسة من الجسد فيصعب كشفه .. ولم تكن مخابرات إسرائيل وقتها تعرف كنه العملاء .. اذا قطاع غزة مخترق اسرائيليا منذ 76 سنة .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الأحد 13 أكتوبر 2024 .