
لما عصى آدم ربه حين اكل من الشجرة عاتبه الخالق على ما فعل و زوجه ، و حكم بهبو طهما إلى الأرض و ابليس الذي عصى و استكبر و وسوس .
كان الهبوط معنويا و قيمي اكثر منه حسي ، ذلك ان السماوات و الأرض كانتا رتقا اي ملتصقتين ، و كان الخروج من الجنة إلى الأرض عبر أبواب السماء ، فكأنما خرج الإنسان من سكنه إلى الطريق العام .
و الراجح ان الهبوط او الخروج كان من أبواب متفرقة ، فآدم نزل بمكة و حواء بمنى ، و عثرا على بعضهما البعض في مكان جبل عرفة الذي اخذ اسمه من تعارفهما .
اما إبليس فهبط في العراق شمالي البصرة .
بعيد هبوط الجميع فتق الرتق بين السماء و الأرض فسبحت في الفضاء إلى حيث مدارها الحالي لتبدا عجلة الحياة الدنيا في الدوران .
لما عثر آدم على زوجه حواء سجدا لله شكرا ، فغفر لهما إنه هو الغفار الغفور الرحيم العفو الكريم .
لذا فإن يوم الوقوف بعرفة تغفر فيه الذنوب فيعود الحاج كيوم ولدته أمه .
بل الحج عرفة فمن شهد يوم عرفة فقد حج .
يوم عرفة شهده ابراهيم و اسماعيل و اسحق و يعقوب و يوسف و شعيب و موسى و داؤود و سليمان و عيسى و محمد خاتم الأنبياء و المرسلين .
شهده خلفاء رسول الله الراشدون ، أبوبكر و عمر و عثمان و علي و كبار الصحابة و الصالحين .
عند قيام الساعة و موت المخلوقات تعود الأرض إلى مكانها الأول رتقا بالسماء جميلة بالوانها الزاهيات كما خلقت اول مرة ، ليبدا النشور و الحساب ، و السعيد من ادخل الجنة دون سابق عذاب .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الخميس 5 يونيو 2025 .