
** العنوان شطر من خواتيم معلقة فارس العرب عنترة بن شداد العبسي والذي حكى:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها
قيل الفارس ويك عنترة أقدم
** وكلمة ((قيل الفوارس)) مضاف ومضاف إليه في محل رفع فاعل مؤخر للفعلين ((شفى وأبرأ)) حيث أصل العبارة : ولقد شفى وأبرأ قيل الفوارس نفسي وسقمها..
** مقالي من مقال شاعرنا القديم وأنا أستمع لأول خطاب لرئيس الوزراء كامل إدريس يوجهه للأمة السودانية حين شفى الخطاب غليلي وأبرأ سقم نفسي من خطابات سلفه الخائن العميل التعيس ((آدم حمدوك))٠٠
** من الناحية الشكلية فقد جاء الخطاب قويًا في حجته وبيانه خلا خطأ نحوي واحد حين أتي بمجرور في موقع رفع فيما عدا ذلك فقد وفق في تقديمه بصورة واضحة متسقة مع صحيح اللغة ((العربية)) مظهرًا..
** أما مخبرًا فإن الخطاب استطاع أن يخاطب جوهر قضايا المواطنين وفق أولويات محددة وأهداف بينة تؤكد أن الرجل يدرك ما هو مطلوب منه في هذه المرحلة الحساسة الخطرة..
** ما يعنينا في هذا الخطاب ثلاث قضايا جوهرية يجب أن تشكل محور اهتمامه الكبير بعد الخدمات الضرورية اللازمة من صحة وماء وتعليم وكهرباء ونظافة..
** من حسن الفأل أن الرجل أشار إليها دون لبس أو غموض بل تمحل فيها دلالة تركيز منه عليها كبير..
** الأولى : قضية دولة القانون حيث بدت محورًا مهمًّا وهو يشير إلى مؤسسات العدالة:((النيابة العامة والقضاء والمحكمة الدستورية))٠٠
** هنا نود الإشارة من رجل ظل عاملًا هذا المجال زهاء الثلاثة عقود متواليات ما يجعله يقدم شهادته عن تجربة بأن العدالة انتهكت محارمها مذ ذهاب حكومة الإنقاذ والذي بذهابها ألغيت المحكمة الدستورية واحتلت قحط ((الله يكرم السامعين)) القضاء واضحت صاحبة القول الفصل في تسيير القضاء حتى وصل بنا الحال الإبقاء على المعتقلين السياسيين ست سنوات طوال دون محاكمة أو توجيه تهمة أو تجديد حبس وفقًا لصحيح القانون..
** لذا يكمن الاختبار الحقيقي لمدى جدية وشجاعة ومصداقية رئيس الوزراء في تنفيذ مبادئ العدالة و إحقاق الحق،، فإن أسرع بإعفاء رئيس القضاء الذي يزعم الرأي العام بأنه يجد الحماية المطلقة من البرهان رغم ما أصاب القضاءمن عطب في عهده فإن ذلك يعني أن كامل إدريس يملك قراره.. ذاك المحك الحقيقي والطبيعي لجدية الرجل في إنفاذ دولة القانون..
** الثانية : ورد في الخطاب تأكيده على وقوفه مسافة واحدة من الجميع وفي تلك العبارة وجهة نظر تتمثل في أن الرأي العام ينتظر منه تفصيلًا في كلمة ((الجميع)) تحديدًا من الذين دعموا وساندوا المليشيا المجرمة المتمردة وشكلوا لها حاضنة سياسية مثل القحاطة ((الله يكرم السامعين)) فهل هم ضمن زمرة ((الجميع)) أم خارجها ؟؟؟!!!
** النقطة الثالثة اجتمعت كلمة الأمة وتوحدت رأيتها واصطفت خلف قواتنا المسلحة ترى في دويلة الإمارات العربية المتحدة عدوًا أوحد تآمرت على وطننا الحبيب طمعًا في خيراته وثرواته ومؤانيه وأراضيه إن كنا قد قبلنا ما جاء مجملًا في خطابه الافتتاحي لدواع معلومة فإن الشعب السوداني يريد منه أن يسمي الأشياء بأسمائها بعيدًا عن ( لغة الدبلوماسية) غير المنتجة…
** سيما وأن الدولة كانت قد تقدمت بشكوى رسمية ضدها في منابر دولية مختلفة ولم يعد في الأمر ما يستوجب السرية وعدم الجهر بالخصومة وإشهار العداوة بين البلدين..
** من هنا وجب أن يكون خطابه موجهًا بصورة واضحة لدويلة الشر اتساقًا مع خطاب المؤسسات الوطنية وتصريحات المؤسسة العسكرية جيشنا الوطني العظيم المفدى..
** إجمالًا نعتقد أن الخطاب جاء معتدلًا واقعيًا مشتملًا على أهم مطلوبات المرحلة وما ينتظره الشعب السوداني منه..
** مقام نطالب الشعب السوداني كله كله الوقوف خلف الرجل مساندين له ما دام ملتزمًا بقيم ومبادئ وتقاليد شعبنا العريق متمسكًا بشرع الله القويم عاملًا متجردًا لخدمة الوطن رافضًا أي مساس بهيبة وسيادة الدولة أو التدخل في شؤوننا الداخلية..
** تلك مرتكزات أساسية نحن معه ما لم يحد عنها فإن حاد فلن يجد منا الردع والتنكيل والخسف حيث لا مصلحة أو منفعة تجمعنا معه غير المصلحة الوطنية العليا وخوفنا على شعبنا الذي علق آماله عليه..
** رغم خوفه الشديد من أن يتكرر فيه مقلب ((آدم حمدوك)) والذي سلم قياده للأجنبي وأضحى أرزقيًا عميلًا خائنًا لوطنه وشعبه العظيم..
** نجدد دعمنا الكامل وفقًا لتلك الثوابت الوطنية والله الموفق به ومنه الإعانة بدءًا وختمًا ..