
مادة التاريخ التي تدرس لتلاميذ و طلاب السودان تفتقر للعمق التاريخي للأشخاص و الحوادث الذي يساعد على الربط و التحليل الجالي للحقائق.
العالم الجليل كنز المعارف بروف / حسن مكي المح في رسالة صوتية إلى علاقة كتشنر بالاستخبارات البريطانية في مصر حيث الحق بها سنة 1883 بعد مشاركته في معركة التل الكبير بين الجيش المصري الذي قاده عرابي و القوات البريطانية التي انتصرت و اسرت عرابي .
و ان كتشنر بعد تخرجه في الكلية الحربية البريطانية سافر إلى فلسطين للوقوف على الآثار المسيحية و قد كان متدينا و رسم خارطة بذلك ، و أنه تعلم العربية هناك ثم كلف بمسح جزيرة قبرص كونه مهندس مساح قبل قدومه مصر بالتزامن مع الاحتلال البريطاني 1882 .
و اضاف بان كتشنر تزيا بزي سوداني و مصري و دلف الى السودان متقصيا اخبار غردون المحاصر في الخرطوم و انه و صل حتى تخوم ام درمان ، و كان يتحرك ليلا خوفا من اكتشاف امره لان لون عيناه اخضر .
و اشار الى تشييده خطا للسكة الحديد مابين بيوضة و دنقلا في ستة اشهر .
و ان كتشنر كان وثيق الصلة بغردون كونهما متدينان و يعتقدان انهما مبعوثي العناية الالهية .
لاغراض التحليل الأمني اشير الى التالي :
1/ غردون اكبر سنا من كتشنر بنحو 17 عاما ، فهو مولود سنة 1833 بينما ولد كتشتر عام 1850 ، عليه يكون غردون قائد لكتشنر في الهندسة العسكرية و الاستخبارات ، و انه قد سبقه في زيارة فلسطين التي امضى فيها نحو 11 شهرا قبل قدومه الثالث الى السودان حيث كلف بمهمة اجلاء الجيوش سنة 1883 عقب استعار الثورة المهدية .
2/ المخابرات البريطانية خاصة و الامريكية و الغربية عامة اعتادت ارسال ناشئتها لدراسة العربية نظريا و عمليا في مصر و فلسطين و بعد اعتراف الامم المتحدة باسرائيل و ما ترتب عليه من توتر في فلسطين تم تغيير الوجهة الى لبنان .
3 / الاستخبارات البريطاتية استخبارات حرب و لاتمثل دولتها في الخارج الا حين يخرج الجيش البريطاني من ارضه ، اما في السلم فينعقد الاختصاص للمخابرات MI6 ، لذا ارجح عمل غردون و كتشنر في قلم المخابرات عدا معركة التل الكبير التي خاضها كتشنر و حروب غردون في القرم و الهند و الصين .
4/ توغل كتشنر في السودان طلبا للمعلومات عن غردون المحاصر في الخرطوم صحيح لكن لايخلو من دراسة للبيئة التي سيتوغل فيها الجيش البريطاني لانهاء حكم المهدية في السودان .
5/ عناصر المخابرات الغربية في السودان خلال السنوات الأخيرة أصبحوا يستخدمون العدسات اللاصقة ذات اللون العسلي و الأسود و يصبغون شعر رؤسهم و شواربهم و يتزيون بزي سوداني فلا يكشفهم الا خبير بصير .
بارك الله في البروف و مد في عمره و نفعنا بعلمه.
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الجمعة 21 فبراير 2025 .