تقارير

أثارت تأديته القسم نائباً لحميدتي ردود فعل واسعة،، الحلو،، عزيز قوم ذُل..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

لم يحترم تأريخه النضالي ولا السياسي وارتضى أن يكون منقاداً لحميدتي..

تظاهرة منددة بتحالف الخيانة والـدم، يتعرض عناصرُها لاعتقالات الميليشيا.. 

استنكار بأن تكون جبال النوبة مجرد ورقة في لعبة سياسية يديرها الآخرون.. 

 

أثارت صورة زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال عبد العزيز الحلو وهو يؤدي القسم أمام قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو ” حميدتي” نائباً له في رئاسة المجلس الرئاسي لما يسمى بـ تحالف السودان التأسيسي، أثارت ردود أفعال واسعة، واستحوذت على نقاشات الأوساط السياسية والنخب الإعلامية وعامة مواطني ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، وضجّت عدة مجموعات على تطبيق واتساب تضم أبناء المنطقة بجدل كثيف حول الخطوة التي وصفوها بالصادمة، والتي ستلقي بظلال كثيفة على إعادة ترتيب المشهد السياسي على نحو سيقلب المعادلات، وقد أربك قبول عبد العزيز الحلو بمنصب نائب حميدتي حتى أقرب أنصاره الذين اتفق معظمهم على أنها جاءت خصماً على الحلو صاحب التأريخ السياسي والمواقف النضالية.

هيئة قيادية:

وكان تحالف السودان التأسيسي (تأسيس)، قد شكّل في نهاية يوليو الماضي 2025م الهيئة القيادية “مجلس رئاسي” يحاكي مجلس السيادة الانتقالي، ويضم المجلس 15 عضواً، يرأسه قائد ميليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، فيما تقلَّد عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، منصب الرئيس، وقد تم تكليف محمد الحسن التعايشي، برئاسة وزراء حكومة السلام الانتقالية التي ستدير شؤون المناطق التي تقع تحت سيطرة ميليشيا الدع السريع، والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، وقام تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) بتقسيم السودان إلى 8 أقاليم، هي: الإقليم الشمالي، والإقليم الشرقي، والإقليم الأوسط، وإقليمي كردفان ودارفور، بالإضافة إلى إقليم جنوب كردفان/ جبال النوبة، وإقليم جنوب النيل الأزرق “الفونج”، إضافة إلى العاصمة الخرطوم، ويعتبر حكام الإقاليم الثمانية أعضاءً في الهيئة القيادية لتحالف السودان التأسيسي ( تأسيس).

ورطة ومأزق كبير:

ويجد زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال عبد العزيز آدم الحلو نفسه في مأزق وورطة كبيرة، فالرجل الذي ارتبط اسمه لعقود بالنضال المسلح في منطقة جبال النوبة، واقترنت مواقفه كقائد يشار إليه بالبنان بين قيادات النضال المسلح في السودان، بطرحه شعارات العلمانية والعدالة والحقوق المتساوية، أصبح اليوم تابعاً، ومنقاداً لرجل لم يُعرف عنه الانتماء لخطاب سياسي متماسك، بقدر ما ارتبط اسمه بالثروة والسلطة عبر بوابة القوة العسكرية، ووفقاً لمراقبين فإن هذا التناقض بين تاريخ الحلو الممتد منذ ثمانينيات القرن الماضي، وبين “العمر السياسي” القصير نسبياً لمحمد حمدان دقلو “حميدتي”، يثير أسئلة عن مدى الانكسار أو التحول الذي لحق بمشروع القائد عبد العزيز الحلو، إذ كيف يقبل رجل بنى مجده على مقارعة ” النخب السياسية الحاكمة في المركز”، أن يصبح نائباً لشخص طالما اتهمته القوى الثورية بأنه صنيعة ذات المركز؟.

 توقعات التصدع السريع:

ويعتقد مراقبون أن علاقة حميدتي بالحلو مرشحة للتصدع السريع، باعتبار أن عبد العزيز الحلو يمتلك قواعد تنظيمية صلبة في جبال النوبة يصعب أن تتقبل بسهولة أن يكون زعيمها في موقع التابع لا القائد، فيما يرى آخرون أن حميدتي هو الرابح الأكبر من هذه المعادلة والتي يحاول من خلالها إعادة إنتاج نفسه عبر إبرام تحالف سياسي مع قائد مثل عبد العزيز الحلو يرى فيه “واجهةً” تمنحه شرعية تاريخية، بينما يظل القرار الفعلي في يده، ما يجعل استمرارية هذا التحالف محفوفة بالشكوك، هذا فضلاً عن توقعات بحدوث انسحابات أو صدامات داخلية في المجلس الرئاسي ذاته، فيما يذهب آخرون إلى أن قبول عبد العزيز الحلو بهذا الموقع قد يعكس إما إرهاقاً سياسياً وعسكرياً أو رهانه على تغيير قواعد اللعبة من داخل التحالف، وأن خطوة حميدتي بضم الحلو تحمل محاولة واضحة لإعطاء التحالف شرعية تاريخية مستمدة من نضالات جبال النوبة.

الشوارع لا تخون:

وفي أول رد فعل شعبي على تأدية عبد العزيز الحلو القسم نائباً لمحمد حمدان دقلو في رئاسة الهيئة القيادية لتحالف السودان التأسيسي، قالت مصادر إن تظاهـرات جماهيرية حاشـدة، اندلعت في عدة مناطق في دارفور وجنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، وندد المتظاهرون بالتحالف الذي وصفوه بتحالـف الخيانة والـدم، معربين عن استيائهم الشديد جراء وضع عبد العزيز الحلو يده في يد ” عيال دقلو” الملطخة بدماء المواطنين الأبرياء والعزل، متهمين الحلو بالتنازل عن قضيته لصالح تحالف لا يحقق تطلعاتهم، وحملت الهتافات والشعارات التي ارتفعت في عدة مناطق في دارفور وجنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، رسائل قوية بأن الجماهير لا ترى في هذا التحالف سوى انتكاسة للنضال الطويل، وأن جبال النوبة لا يمكن أن تكون مجرد ورقة في لعبة سياسية يديرها الآخرون، وكشفت المصادر عن تعرض المتظاهرين إلى عمليات ضرب مبرح بالهراوات من قبل عناصر من ميليشـيا الدعم والحركـة الشـعبية بغرض تفريقهم، كما تم تنفيذ حملـة اعتقالات واسـعة وسـط المتظاهريـن.

خاتمة مهمة

ومهما يكن من أمر فإن ما جرى ليس مجرد أداء قسم بروتوكولي، بل هو بمثابة تصدع في الوعي الجمعي لتيارات الهامش السوداني، فعبد العزيز الحلو الذي كان في يومٍ ما عنواناً للتمرد ضد “دولة 1956م”، وجد نفسه نائباً لرجل يصغره عمراً، وتجربةً وخبرة، بل إن الحلو نفسه كان رأي سالب في حميدتي حيث وصفه من قبل بقائد الميليشيا المعادية للمواطنين والسلام، ليبقى السؤال الكبير: إلى أي مدى سيصمد هذا التحالف الهجين أمام ثقل التاريخ وضغط الشارع الذي ما يزال يمتلك حساسية عالية تجاه أي خطوة قد تُفهم بأنها مساومة على قضية الحقوق والهوية.

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى