تقارير

قدمت نموذجاً للدبلوماسية الفاعلة في زمن الأزمات،، سفارة السودان بتركيا،، “جسـر الأمل”..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو

فضحت جرائم الجنجويد، ودعمت موقف الحكومة من قضية الحرب..

السفير نادر يشدد على ضرورة تصنيف ميليشيا آل دقلو جماعة إرهابية..

إشادة بالمواقف المشرِّفة التي تبّنتها القيادة التركية تجاه الأزمة

 

ثمنت سفارة السودان بأنقرة، المواقف المشرّفة التي تبنّتها الجمهورية التركية بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان تجاه السودان، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين، وأكد سفير السودان لدى أنقرة السفير نادر يوسف الطيب في تصريحات للكرامة أن تركيا ظلت من أوائل الدول التي عبّرت عن موقف واضح ومبدئي ضد الحرب التي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم السريع المتمردة من خلال دعوتها إلى وقف القتال والحفاظ على سيادة السودان ووحدة أراضيه واستقراره، منوهاً إلى المواقف المتوازنة التي التزمتها تركيا في المحافل الدولية دعماً للحكومة الشرعية في السودان، حيث لعبت أنقرة أدواراً دبلوماسية متعاظمة انطلاقاً من العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الشقيقين.

ركيزة استراتيجية:

ووفقاً لمراقبين فإن وجود سفارة سودانية في دولة محورية مثل تركيا، يمثل ركيزةً استراتيجية لتعزيز حضور السودان في الساحة الإقليمية والدولية، ذلك أن فتركيا تُعد من الدول المؤثرة في ملفات السياسة الإقليمية، وتربطها علاقات تاريخية وواقعية مع السودان، وفي ظل وجود سفارة نشطة وفاعلة في أنقرة، بقيادة دبلوماسية واعية، فإنه يمكّن للسودان أن يحظى بتأمين دعم سياسي وإنساني في المحافل الدولية، وفتح قنوات تواصل مع منظمات إغاثية ومؤسسات دولية مؤثرة، بالإضافة إلى التأثير في الرأي العام التركي والإعلام الإقليمي لصالح قضايا السودان، خاصة في ظل الحرب الراهنة، كما أن التمثيل الدبلوماسي السوداني الفاعل في تركيا، سيكون له انعكاسات إيجابية في تعزيز مصالح الجالية السودانية، وتنسيق جهود الإغاثة، وتثبيت الرواية الوطنية، بما يُعلي من مكانة السودان، ويُكسبه مساندة قوية في مواجهة التحديات.

حضور واعي:

وبهذا الحضور الدبلوماسي الواعي في الساحة التركية نجحت سفارة السودان بأنقرة في الاضطلاع بدور وطني فعّال عكس إحساساً عالياً بالمسؤولية تجاه قضايا الوطن والمواطنين، في وقت ترزح فيه البلاد تحت وطأة ظروف استثنائية أفرزتها الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين، و تنوعت جهود سفارة السودان بتركيا بقيادة السفير نادر يوسف الطيب وفريقه المعاون لتشمل محاور إنسانية ودبلوماسية وثقافية، أثمرت جميعها عن نتائج ملموسة لصالح السودان في المهجر وعلى الساحة الدولية، حيث قدمت السفارة نموذجاً مسؤولاً خلال أزمة الحرب الإسرائيلية الإيرانية، ونجحت بالتنسيق مع سفارة السودان في إيران في إجلاء العديد من الرعايا السودانيين إلى بلادهم عبر الأرضي التركية، من خلال توفير الدعم اللوجستي وتسهيل الإجراءات بالتعاون مع السلطات التركية والجهات الدولية، في خطوة أنقذت العديد من الأرواح وأعادت الأمل لعائلات كثيرة، وبجانب ذلك فقد حرصت سفارة السودان بأنقرة على متابعة منح الإقامة الإنسانية للسودانيين العالقين في تركيا.

فضح جرائم الجنجويد:

ومنذ اندلاع تمرد ميليشيا الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل 2023م، ظلت سفارة السودان بتركيا، ظلت سفارة السودان بأنقرة في حالة حراك دبلوماسي وإعلامي مستمر لتمليك الرأي العام التركي والدولي حقيقة الأوضاع السياسية والأمنية، من خلال كشف عورة الجنجويد بفضح انتهاكاتهم الفظيعة، وجرائمهم المريعة التي ارتكبوها حق المواطنين الأبرياء والعزل، حيث نظَّمت سفارة السودان بأنقرة معرضاً مصوراً وثّق بالأدلة البصرية هذه الانتهاكات في عدد من المدن السودانية، وقد حظي المعرض بزخم دبلوماسي وشعبي وإعلامي كبير، نجح في تسليط الضوء على البعد الإنساني للأزمة السودانية، وكشف زيف الادعاءات التي تروّج لها الميليشيا عبر أدواتها الإعلامية، وشدد السفير نادر يوسف الطيب في غير ما مناسبة على ضرورة تصنيف ميليشيا الدعم السريع جماعة إرهابية، مشبهاً أفعالها بالمغول والتتار من حيث العنف والوحشية، مؤكداً وعي الشعب السوداني ودرايته الكاملة بالمخططات التي تنفذها الميليشيا المدعومة من بعض المحاور الإقليمية وفي مقدمتها الإمارات وتشاد، مبيناً أن الشعب السوداني الذي اصطفَّ بإرادته الوطنية، لن يغفر لأي طرف يتواطأ مع الميليشيا الإرهابية في الإضرار بوطنه.

إنسانية تركيا:

وبجانب الأدوار السياسية والدبلوماسية، والزخم الإعلامي الذي أحدثته لفضح جرائم وانتهاكات ميليشيا الدعم السريع، نشطت سفارة السودان في أنقرة في تنسيق الجهود والمواقف مع السلطات التركية المختصة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للسودانيين المتأثرين بالحرب في ترجمة عملية لقيم التضامن الإسلامي والإنساني، حيث تمكّنت السفارة من تنسيق جهود فاعلة مع هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للسودانيين المتضررين من الحرب، حيث قدمت تركيا خمس قوافل شملت ألاف الأطنان من مختلف المواد وصلت إلى مدينة بورتسودان عن طريق البحر والجو، وقد احتوت المساعدات على سلال غذائية، وأدوية، ومستلزمات طبية، وملابس، ومواد إيواء، تم إرسالها إلى 14ولاية شملتها عمليات المسح، بالإضافة إلى عدة مناطق تم تحريريها من أيدي ميليشيا الدع السريع، حيث أكدت المسوحات الميدانية على تضرر هذه المناطق فعلياً من الحرب.

خاتمة مهمة:

ومهما يكن من أمر فقد قدمت سفارة السودان بتركيا خلال فترة الحرب الحالية، نموذجاً يحتذى للدبلوماسية الفعَّالة في زمن الأزمات، ولم يكن ذلك بمنأى عن التنسيق والتعاون مع الجالية السودانية بتركيا والتي كان لها القِدح المُعلّى في دعم جهود ومواقف السفارة التي لعبت دوراً محورياً في حشد الدعم، وخدمة المواطنين، وإعلاء صوت السودان في الخارج، وعلى قدر أهل العزم، تأتي العزائم.

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى