حماس وقرار حرب 7 أكتوبر .

في 7 أكتوبر 2023 شنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس بالاشتراك مع تنظيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني ، حربا على اسرائيل قتلت و جرحت و اسرت من الاسرائيليين و الأجانب المئآت .
تلك الحرب شنت بناء على قرار من قيادة حماس ، فمدى صحته ؟ .
معلوم ان القرار الصحيح هدفه جلب مصلحة و دفع ضرر و ان يكون توقيته مناسبا من حيث المكان و الزمان ، مع استشراف ردود الأفعال المحلية والاقليمية و الدولية .
يقيني ان ثمة جهة خارجية استدرجت حماس إلى فخ الحرب و مما يشير الى ذلك أن التدريبات العسكرية لحماس نقلتها قنوات فضائية ، فكانت تشي بقرب شن حرب على اسرائيل خاصة فيما يلي الطائرات الشراعية التي تعبر الحاجز بينها و القطاع ، اي انها لم تات بغتة .
و لتشجيع حماس على الحرب نظمت تظاهرات ضدها من داخل القطاع ، و معلوم في السياسة ان شن الحرب على جهة خارجية يوحد الجبهة الداخلية .
جهات في دول غربية تملك مصانع للسلاح و الدواء تجني مليارات الدولارات من وراء الحروب ، تلك الجهات لها أجهزة مخابرات و جواسيس و عملاء ووكلاء يخدمون مصالحها في إحداث الفتن المسببة للحروب .
ارى ان قيادة حماس لم تدرس قرار الحرب بشكل جيد و لم تستشر قيادة الحركات الاسلامية في العالم و هي منها جزء أصيل، و إن ركنت لمشورة ايران فإيران مخترقة من جهات خارجية .
بسبب القرار الخاطئ لحماس قتل قادتها و ازهقت الآف الأنفس في القطاع الذي أضحى اطلالا ، و امتدت الحرب الى الضفة الغربية و لبنان و سوريا و شمال شرق سوريا و إيران ، و غرب ليبيا و حوثي اليمن و الاردن ، و استهدف السودان بالمسيرات و اخيرا إندلعت الحرب بين الهند البوذية و باكستان الاسلامية .
اذن شركات السلاح اختارت الاسلاميين في الدول العربية و الاسلامية كونهم الجهة الوحيدة من الجهات غير الرسمية القادرة على حمل السلاح و خوض الحروب .
على حماس و غيرها من الحركات الاسلامية التفقه في الدين و معرفة مطلوباته و رفع القدرات الأمنية فيما يلي جودة القرار و إخضاعه لشورى المختصين .
آمل ذلك .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الأربعاء 7 مايو 2025 .