
مستشفى أحمد قاسم أحد أبرز الصروح الطبية المتخصصة في أمراض القلب وجراحة الكلى ، هذا المستشفى الذي تميّز بطاقمه الطبي الرفيع المؤهل، كان ولا يزال منارة أمل للمرضى من كل أنحاء البلاد، يقصدونه ليتلقوا العناية الصحية المتقدمة في مجالات معقدة تتطلب خبرة ومهارة فائقتين.
لم تسلم هذه المؤسسة العريقة من بطش الحرب وعبث المليشيا ، ففي مشهدٍ محزنٍ يعكس حجم المأساة التي تمر بها البلاد، تعرض مستشفى أحمد قاسم لإعتداءات همجية أدت إلى تخريب وأسع لمعداته وأجهزته، بل وتدمير أجزاء كبيرة من بنيته التحتية. أُهدرت إمكانيات طبية ثمينة، وضاعت جهود سنوات من العمل والتجهيز، في وقتٍ بات فيه المرضى أحوج ما يكونون إلى هذه الخدمات الحيوية.
إنّ ما حدث لمستشفى أحمد قاسم ليس مجرد إعتداء على مبنى أو معدات، بل هو إنتهاك صارخ لحق الإنسان السوداني في الحياة والعلاج، وضربٌ لمكتسبات وطنية بُنيت بجهود جبارة وإمكانات محدودة.
لذلك، فإننا اليوم بحاجة إلى وقفة تضامنية صادقة، حكومةً وشعباً، لإعادة هذا الصرح إلى سابق مجده. علينا أن ندرك أن دعم المستشفى ليس فقط عملاً إنسانياً، بل هو وأجب وطني، ومسؤولية أخلاقية تجاه كل مريض ينتظر أملاً في الشفاء.
السيد رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس مناشدتنا الصادقة، بأن تضعوا ضمن أولوياتكم الوطنية والإنسانية، ملف إعادة تأهيل مستشفى أحمد قاسم ، هذا الصرح الطبي العريق الذي كان ولا يزال من أهم مراكز أمراض القلب وجراحة الكلى في السودان.
إننا على يقين أنكم، تدركون جيداً أهمية هذا المستشفى في منظومة الرعاية الصحية في السودان، خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة التي تتطلب مضاعفة الجهد والعطاء لإعادة بناء ما دمرته الحرب.
نأمل أن تولوا إعادة تأهيل مستشفى أحمد قاسم الإهتمام المستحق، ضمن خطط الحكومة الانتقالية لإعادة الإعمار، حتى يعود هذا المركز الحيوي إلى تقديم خدماته للمرضى المحتاجين، ويساهم من جديد في إنقاذ الأرواح وبناء الأمل.
مستشفى أحمد قاسم، عودته إلى العمل تمثل عودة للحياة.