
من يصنع الفرح، من يبذر السلام، من يسهر على أمن الأرض وعِرض أهلها، هو من يعرف طعم العيد، يعيده مرتين: مرة حين يقتفي أثر سنة المصطفى خُلقًا وهدًى، ومرة وهو في قلب الخنادق، يتوسد البارود ويحرس الحلم الكبير ، حلم بقاء هذا الوطن، في الميدان لا يحتاج المرء إلى زينة ولا ثوب جديد، يكفيه أن ضميره نظيف، ويده لا ترتجف حين ترفع سلاحها دفاعًا عن المبدأ لا نزوة السلطة
أما الجنجويد، فلا عيد لهم. العيد طُهر، وهم دنس، العيد فرح، وهم نقمة، العيد نور، وقلوبهم غلف، لا يصلها ضوء ولا رحمة، رؤوسهم شعث لا تكسوها مهابة المحارب بل رائحة الخيانة، تحيط بها أقلام القذارة التي تكتب تاريخًا ملوثًا بالدم والعار
هؤلاء لا يعيدون لأنهم لا يعرفون قدسية اللحظة، لا يستشعرون شرف التضحية، كيف لمن باع الوطن بثمن بخس أن يعرف طعم الفرح؟ كيف لمن قايض الأرض بدراهم معدودة أن يبتسم في يوم عيد؟ لا فرح لمن سفك الدم ونهب العرض وأشعل الخراب، ثم إرتد عليه سحره نارًا تحرقه وندمًا لا يُغفر
لقد دنسوا التراب، هجّروا الملايين، إعتقدوا أن المال يمكنه أن يشتري المجد، أن يزين لهم الفظاعة، فإذا بهم اليوم على قارعة الهزيمة، يتوارون خلف أكاذيبهم، يلهثون في رُكام خيانتهم ، هم لا يحملون قضية، لا يمسكون بمبدأ، بل يركضون وراء فتات يدفعه من أراد لهذا البلد الخراب
إني من منصتي انظر …. حيث أرى….. أن العيد لمن صان، لا لمن خان، لمن دافع، لا لمن نهب، لمن وقف حارسًا على بوابة الوطن، لا لمن كسر أقفالها وسلّمها للعدو
الجنجويد لا عيد لهم، لأنهم ببساطة… بلا شرف.