
كانت إسرائيل تستمد قوتها من الغموض الذي احاطت به كيانها ، كانت امرا مجهولا لايدري احد كنهه ، و النفس البشرية تحذر المجهول .
الثورة الاعلامية في السنوات الثلاثين الماضية كشفت باطن إسرائيل و بات الغائب حاضرا و المجهول معلوما .
مايميز إسرائيل عن باقي دول المنطقة اهتمامها بالتعليم و العلم و الابتكار و الاتقان الجدية و النفير حين الخطر ، و برغم تعاني ثقوبا أمنية.
مخابرات الدول المحيطة باسرائيل او مايعرف بدول الطوق جندت و زرعت جواسيس داخل اسرائيل منذ نشاتها مستقلة ثغرات الفوارق الطبقية ، الاثنية منها و المالية ، فاليهودي الغربي أعلى مرتبة يليه الآسيوي فالعربي ثم الافريقي و هذا الوضع يولد الاحقاد و الصراعات مما يساعد على الاختراق .
الانفاق الواصلة بين الجوار و إسرائيل ان صحت فهي أخطر مهدد لامن إسرائيل.
اغلب يهود إسرائيل قدموا من دول الشتات حيث و لدوا وعاش اسلافهم و لم يزل بهم حنين إلى اوطانهم ، و لايجدوا حرجا في الوصل بانساقها الأمنية.
توجد في اسرائيل عديد العصابات احترفت بيع المعلومات و السلاح وتهربب المطلوبين و مساعدة مستهدفي أمن بلادهم بالنقل و الاخفاء و التستر و التهريب.
اليهود داخل اسرائيل ينقسمون لثلاث طوائف ، اورثوذكسية و اصلاحية و محافظين ، يختلفون في عدد صلوات اليوم و لغتها التي بها تصح و الحانها ، و هذا من مداخل الاختراق .
بعض طوائف اليهود لاتؤمن بتخصيص دولة لليهود لمخالفته شرعة النبي موسى و بالتالي لايبالون بالنيل منها .
وجود سفارات و قتصليات و شركات أجنبية داخل تل أبيب تشكل تهديدا ماثلا لامن إسرائيل ، كون بعضها يتبع لدول تخالف سياسات إسرائيل الخارجية خاصة تجاه فلسطين و ايران و محورها .
77% من الشعب الاسرائيلي علماني لاعلاقة له باليهودية مما يسهل استدراجه و تجنيده استخباريا ، انظر تنبيهات رئيس وزراء إسرائيل لمرؤسيه بعدم تسريب مايدور في اجتماعات المجلس ، فضلا عما اورده اعلام إسرائيل باستقطاب دولة قطر لعدد من مستشاري نتنياهو الذين بواسطتهم تم دعم حماس بالمال ، و هذا مدخل لاختراق كبير .
مخابرات الدول العظمى و على راسها أميركا تتجسس على إسرائيل تقنيا و تراقب مايدور على ساحتها و منها تتسرب المعلومات .
مشاركة المخابرات الإسرائيلية المعلومات مع الأجهزة الغربية احد اسباب الاختراق .
اكثر من نصف مليون آسيوي و جنسيات مختلفة من العمال في مدن اسرائيل يمثلون حقلا خصبا للاختراق .
سهولة التواصل الشبكي الهاتفي مع دول الطوق سهل من مهمة المراقبة و الرصد .
البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في مناطق التمثيل تعد هدفا حيويا واجب الاختراق ليس لمخابرات الدولة المضيفة فحسب إنما لمختلف مخابرات الدول الممتعضة من السياسات الخارجية لتل ابيب .
مئآت الدراسات و البحوث العلمية تناولت إسرائيل في تاريخها القديم و المعاصر و الحديث و كشفت عتمتها فابصر العالم حقيقتها قوة و ضعفا ، و ذلك باب للاختراق .
أرى أن تعمل إسرائيل على تنفيذ قرار حل الدولتين و تعكف على إصلاح مجتمعها .
انه طريق السلم و الأمن على المستوى الداخلي و الاقليمي و العالمي .
و القيت عليك محبة مني .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم السبت 22 فبراير 2025 .