أنهى زيارة ناجحة إلى لندن تضمنت فعاليات وأنشطة ولقاءات،، وفد الصحفيين السودانيين،، معركة الأقلام الوطنية..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو

الزيارة بدعوة من المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدفاع والدراسات الأمنية..
تقديم رواية متماسكة عمَّا يجري في السودان بعيداً عن التضليل والتشويه..
فشل كل محاولات الميليشيا وأعوانها للتشويش على مهمة الوفد..
الإعلان عن وجود رصيد سوداني في لندن داعم لسيادة ووحدة البلاد..
أنهى الوفد الصحفي من الأقلام النابهة المؤثرة في المشهد السوداني، زيارة إلى العاصمة البريطانية لندن تلبيةً لدعوة من المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدفاع والدراسات الأمنية (RUSI)، وقد أنجز الوفد مهمته الصحفية التي تعتبر الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب بعد أن شارك في سلسلة من الأنشطة الإعلامية والثقافية التي احتضنتها عاصمة الضباب خلال الأسبوع الماضي، في إطار الجهود الرامية إلى تقديم رواية وطنية متوازنة تعكس حقيقة ما يجري في السودان بعيداً عن حملات التضليل والتشويه، وقد ضم الوفد الصحفي المعروف بمواقفه الداعمة للقوات المسلحة، ضد مشروع ميليشيا الدعم السريع، كلّاً من خالد التيجاني، عادل الباز، أسامة عيدروس، ضياء الدين بلال، بالإضافة إلى مزمل أبو القاسم الذي حضر عبر المداخلات المرئية، بالإضافة إلى صحفيين آخرين.
أنشطة الوفد:
شارك الوفد الصحفي في عدد من الأنشطة والفعاليات التي تضمنت ندوات حوارية، ولقاءات مع مؤسسات إعلامية بريطانية ومنظمات حقوقية، إضافة إلى جلسات نقاش وحوار مفتوح مع ممثلين من الجاليات السودانية، ومهتمين بالشأن السوداني والأفريقي، وقد كان النقاش ثرياً وعميقاً، تناول بالبحث والنقاش الأفكار والرؤى حول الأوضاع الراهنة في البلاد وسبل تعزيز استقرار الدول وحماية مؤسساتها من التفكك والاختطاف، وقضايا السلام العادل والحلول السياسية،
وركز الوفد الصحفي خلال هذه اللقاءات على جذور الأزمة السودانية وأبعادها السياسية والإنسانية والإقليمية، مسلطاً الضوء على الدور التخريبي الذي مارسته أيدي ميليشيا الدعم السريع بحق المدنيين والبنية التحتية في العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات، واستعرض الصحفيون جهود المؤسسات الوطنية في الداخل لإعادة الحياة إلى طبيعتها، خاصة في مجالات التعليم والصحة والخدمات، مؤكدين أن السودان ما زال قادراً على النهوض من جديد رغم التحديات التي فرضتها الحرب، وأن إيصال الصوت السوداني المستنير للخارج واجب وطني قبل أن يكون مهني.
محاولات يائسة للتشويش:
ورغم الطابع المهني البحت لمهمة الصحفيين السودانيين في لندن، فقد رصد أعضاء الوفد محاولات يائسة من عناصر محسوبة على ميليشيا الدعم السريع، وذراعها السياسي تحالف السودان التأسيسي وأعوانهم، حيث حاولت هذه العناصر أن تشوِّش على اللقاءات، وتثير الفوضى في بعض الفعاليات، عبر حملات منظمة على وسائل التواصل الاجتماعي ومحاولات التضليل الإعلامي، بالدعوة إلى الخروج في مواكب وتظاهرات ضد وجود الوفد الصحفي وأنشطته، بيد أن كل تلك المساعي باءت بالفشل، إذ واجه الوفد هذه الحملات بمهنية ووعي عالٍ، مستنداً إلى الحقائق والوثائق التي عُرضت للرأي العام البريطاني بموضوعية وشفافية، مما زاد من تعاطف الجمهور الغربي مع الرواية السودانية الوطنية وأضعف مصداقية الدعاية المعادية.
مكاسب كبيرة:
من المكاسب الكبيرة التي خرج بها وفد الصحفيين السودانيين إلى لندن، حالة التكاتف والارتباط والتنسيق المشترك من قبل النخب ورموز المجتمع المدني، والجالية السودانية بالمملكة المتحدة والذين أكدوا على أهمية دعم الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز التضامن الشعبي للحفاظ على سيادة ووحدة البلاد وترسيخ الاستقرار وحماية مؤسسات الدولة السودانية، كما شددوا على أهمية توسيع التعاون بين مختلف قطاعات المجتمع في الداخل والخارج لمواجهة الأزمة الإنسانية التي يعانيها الشعب السوداني جراء العدوان على مؤسساته ومجتمعه، والتصدي بكل قوة للجرائم والانتهاكات، خاصة ما تشهده مدينة الفاشر الصامدة من اعتداءات تستهدف مراكز إيواء النازحين والسكان المدنيين.
حدث وطني مهيب:
وامتدح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مكي المغربي مبادرة الصحفيين السودانيين وزيارتهم التأريخية إلى مدينة لندن التي وصفها بالحدث السوداني الوطني المهيب، وقال المغربي في إفادته للكرامة إن الوفد الصحفي استطاع أن يجسِّد قدرة الأقلام الحرة، والوجوه الإعلامية والبحثية على استعادة المبادرة في السرد الدولي عن السودان، مبيناً أن هذا الجهد المنظّم هو نموذج يجب أن تحتذي به كل البعثات السودانية في المهجر، مقترحاً تسهيل، وتنفيذ مثل هذه الدعوة للمراكز والمنظمات الصديقة في الغرب للانخراط في التنظيم والتنسيق باعتبارها الفاعل الأساسي هناك، باعتبار أن روايات حلفاء الميليشيا والمرتزقة والساعي خلف أجندات دول العدوان، قد وجدت لها ساحةً خارجية شاغرة فحاولت ملأها بالأكاذيب، مؤكداً أن أبناء السودان في المهجر تمكنوا من التصدِّي لهذه الحملات بكفاءة وإتقان، وشدد مكي المغربي على ضرورة الانتقال من المواجهة العفوية إلى العمل المرتب والمنظّم، مبيناً أن النفوذ الخارجي لا يُقهر إلا بالنفاذ إلى الخارج وببناء رواية وطنية متينة ومتماسكة مثلما فعل الوفد الصحفي في لندن، مشيداً في هذا الصدد بالسفير أبوبكر الصديق، رئيس بعثة السودان في لندن، والذي قال إنه يحمل خلفية صحفية مهنية أضافت ثقلاً ومصداقية للجهود، معتبراً أن النضال الإعلامي مستمر، ولا يفل الحديد إلا الحديد، مطالباً الأقلام الساهرة على الحقيقة، أن تكون سيفاً ومدافعاً عن السودان في مواجهة التضليل.
خاتمة مهمة:
وبعدُ.. فقد أكدت هذه المهمة التي نفذها نفر من الأقلام الوطنية المؤثرة، أن الإعلام السوداني الوطني قادر على استعادة زمام المبادرة في الساحة الدولية، وأن الأقلام الحرة ما زالت تؤدي دورها في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الأزمة السودانية لدى المجتمع الغربي، وإبراز الصورة الحقيقية لمعاناة الشعب السوداني وتطلعه إلى السلام والاستقرار، فمثل هذه المبادرات والتحركات الواعية، تمثل جبهة موازية للنضال الوطني، تعيد للسودان صوته الحقيقي في الخارج، وتفتح الباب واسعاً أمام سردية جديدة تضع الحقائق في موضعها الصحيح، وتؤكد أن الكلمة الصادقة لا تُقهر مهما اشتد ضجيج الباطل.