أحدث حراكاً دبلوماسياً واسعاً في بلاط الأمم المتحدة،، إدريس في نيويورك،، تصحيح المفاهيم الخاطئة..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو

ثقة للحكومة السودانية، وقدرة على التعاطي الشجاع مع الأسرة الدولية..
مسارات سياسية ودبلوماسية وإنسانية اتخذها وفد السودان في نيويورك..
دور متعاظم لبعثة السودان بنيويورك في التخطيط وتنظيم الفعاليات..
أحدث رئيس الوزراء السفير الدكتور كامل إدريس حراكاً دبلوماسياً واسعاً على هامش اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وذلك بإجرائه عدداً من المقابلات واللقاءات السياسية والدبلوماسية مع العديد من الجهات ذات الصلة بالأزمة السودانية، ونجح إدريس في وضع النقاط على الحروف، وتصحيح الكثير من المعلومات التي غيَّرت الكثير من المفاهيم الخاطئة بشأن قضية الحرب في السودان، ودور الأيادي الخارجية في إطالة أمد القتال، في وقت ظل فيه المجتمع الدولي يمارس صمتاً غريباً ومريباً تجاه الانتهاكات والجرائم التي ما انفكت ترتكبها ميليشيا الدعم السريع على مرأى ومسمع الرأي العام العالمي.
لقاءات مؤثرة:
ومع أهمية وكثافة اللقاءات التي أجراها رئيس مجلس الوزراء دكتور كامل إدريس، على هامش اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، إلا أن لقاءات ثلاثة سحبت البساط من غيرها، وفتحت ” كُوُّةً” من التفاؤل في جدار الأزمة السودانية لارتباطها المباشر بقضية الحرب وتداعياتها الإنسانية والسياسية والأمنية، ومن ذلك لقاء رئيس الوزراء، بالسفير محمود علي يوسف، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ولقاء إدريس بالسيدة (أنيت ويبر) مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، والبحر الأحمر، ثم لقاؤه بقيادات بارزة من منظومة الأمم المتحدة، كوكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين، والمدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، والمدير العام لمنظمة اليونيسف.
مسارات متوازية:
لقد حلَّقت هذه اللقاءات بقضية السودان في فضاءات رحبة متخذةً مسارين متوازيين، أولهما المسار السياسي والدبلوماسي والذي عمد من خلاله رئيس الوزراء إلى تعزيز عودة السودان إلى موقعه الطبيعي داخل الاتحاد الأفريقي، كما ركز إدريس على فتح قنوات فاعلة مع الاتحاد الأوروبي ليتعاطى بشكل أكبر مع السودان، فيما عمل المسار الإنساني على حشد دعم المؤسسات الأممية المعنية بالإغاثة والغذاء واللاجئين والطفولة لتخفيف معاناة السودانيين المتأثرين بالحرب، وخاصة في المدن المحاصرة سواءً في الفاشر ، أو بابنوسة، أو كادقلي، أو الدلنج، ويُرجع الكثير من المراقبين النجاحات التي تحققت في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى بعثة السودان في نيويورك بقيادة السفير الحارث إدريس وطاقمه المعاون من فريق عمله الدبلوماسي والإداري والفني والذين بذلوا جهوداً متعاظمة من خلال التخطيط وتنظيم هذه التحركات إيماناً منهم بأن الحلول السياسية والدبلوماسية، لا تنفصل عن الدعم الإنساني بما يمهِّد الطريق لإحداث تأثيرات ملموسة على مسار الأزمة وتداعياتها في الداخل، ولعلها ذات المضامين التي تضمنها بيان السودان من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي جاء بلسان مبين جعل من السيد كامل إدريس أول مسؤول سوداني يتحدث بلغة لا تنقصها شجاعة أو قوة أو جسارة في حضرة المجتمع الدولي.
تثبيت مفاهيم:
ويرى الباحث والكاتب الصحفي الركابي حسن يعقوب أن الاثنتين وسبعين ساعةً التي استبقت خطاب رئيس مجلس الوزراء على منصة الأمم المتحدة، شهدت حراكاً دبلوماسياً قام به وفد السودان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بإجراء عدة لقاءات نجحت في تثبيت دعائم ثلاث مفاهيم كانت ملتبسة على كثير من الأطراف الدولية، وتأتي أول هذه المفاهيم بحسب إفادة الأستاذ الركابي للكرامة، أن الحرب ليست بين جنرالين حول السلطة، وإنما هي بين الحكومة الشرعية وميليشيا متمردة، وثاني هذه المفاهيم أن هناك أطرافاً إقليمية ودولية تغذِّي الحرب من خلال دعمها لميليشيا الدعم السريع، وأما ثالث المفاهيم تتمثل في أن الحكومة السودانية منفتحة على الأسرة الدولية وعازمة على إنهاء التمرد ومن ثم المضي قدماََ في ترسيخ مبادئ الحكم المدني الديمقراطي على هدى خارطة الطريق التي قدمتها للأمم المتحدة وبدأت تنفيذها بتعيين رئيس وزراء مدني وتشكيل حكومة معظمها من التكنوقراط.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، فقد عملت مشاركة رئيس الوزراء السفير الدكتور كامل إدريس، على إعادة القضية السودانية إلى طاولة الاهتمام الدولي، وذلك من خلال خلال كتابة الفصول القديمة بعناوين جديدة منحت حكومة الأمل، أملاً وزخماً جديداً يُنتظر أن يُترجم إلى خطوات عملية تغلق أبواب التدخلات الخارجية، وتفتح قنوات حقيقية لملفات إنهاء الحرب، وتقديم المساعدات الإنسانية، وحشد الدعم الدولي والإقليمي للمساهمة في مشروعات البناء وإعادة الإعمار، وإرساء دعائم التنمية والاستقرار.