د. ابراهيم الصديق يكتب: عبدالرحيم دقلو في الفاشر..

ظهور قائد ثاني المليشيا المتمردة في الفاشر حقيقة ، وهذا دليل على أن هدفهم الدخول إلى قيادة الفرقة السادسة مشاة ، فمنذ يناير 2024م كانت المدينة الهدف الاساسي للمليشيا وتكفل بذلك هذا الأرعن ، واختفى خلال عدة أشهر للمزيد من التحشيد والتعبئة..
ومع ضغط الجيش في كردفان ، وفقدان مدينة بارا ، فإن المليشيا تركز جهودها على الفاشر بأى ثمن..
لا يستطيع عبدالرحيم دقلو قائد ثاني المليشيا البقاء فى نيالا سوى للحظات ثم يغادرها إلى الأطراف بحثا عن مناطق يشعر فيها بالأمن ، ولكن ما أكثر صعوبة من ذلك قضية العودة للتفاعل مع الحواضن الاجتماعية فى القرى ، لأن هناك اسئلة كثيرة لا يمكنه الاجابة عليها :
– عن المفقودين..
– عن حقوق المستنفرين
– عن وعود (الشهداء)
– عن علاج الجرحى..
عن النصر العاجل وقد تطاول الأمد وخف البريق ومالت الشمس على الغروب.. وضاقت (الوسيعة)..
وكذلك النزاعات بين أطراف المليشيا المجرمة ، وصراعات المجموعات..
فى الأيام الأولى للتمرد (من ابريل – يونيو 2023م) كانت كل تحركات قائد ثاني المليشيا فى الخرطوم وشرق النيل وبحري ، كان بامكانه البقاء فى شارع 1 بالخرطوم أو المشاركة فى الهجوم على المدرعات من خطوط الخلفية ، أو متابعة الهجوم على القيادة العامة..
ومنذ يونيو 2023م غادر إلى دارفور ، ثم لم تتوفر معلومات عن ظهوره بالخرطوم سوى نوفمبر 2023م قبيل مهاجمة مدني على طريق القذافى وهي واقعة لم تثبت ، ولكن المؤكد أنه كان حاضرا فى الهجوم على بابنوسة فى الشهور الاولي من هذا العام..
ومنذ مايو 2024م ، تفرغ دقلو كليا لمعركة الفاشر ، وكان قريبا من مسرح العمليات فى مليط ونحوها ، ثم تراجع وجوده بعد فاعلية اصطياد القادة ، فمنذ هجوم على يعقوب قائد المليشيا فى شمال دارفور ، فإن كل قادة الهجوم على الفاشر قتلوا ، وهذه نجاعة قوة الاستخبارات ، لم يعد التقدم لقيادة المتحركات نقطة تسابق ، واخر القادة الذين تم الدفع بهم هلكوا..
الروايات التي تشير إلى مشاركة عبدالرحيم فى معارك الفاشر صحيحة ، ولكن الفترة قصيرة ثم التراجع ، وكانت نقطته المفضلة جقوقو ومناطق وجبال منواشي والتسلل بالوديان والقرى ، مع قوة حماية وتغطية تقنية مكلفة ومعقدة ، ومرهقة نفسيا وذهنيا ، ولكن هذا مطلب الداعمين ، وكان مطلوبا قبل اجتماع الرباعية وهو مطلوب الآن لجزء من الضغوط..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على