
المشهد في ولاية غرب كردفان لا يختلف كثيرًا عن جنوب كردفان وشمالها، حيث دفعت المليشيا بكبار قادتها في محور النهود، ظنًا أن استباحة المدينة وتأزيم حياة المواطن فيها سيشكلان انتصارًا، كما يصرح بذلك سليمان صندل وآخرون.
🥏 الشاهد أن ارتفاع حجم جرائم الحرب، ونهب أموال ومقتنيات المواطنين، ومحاصيل الصادر من فول وصمغ عربي، يجعل المواطن يصفق لتحالف (صمود)، بينما في الواقع هو هزيمة تدفع المواطن إلى صب جام غضبه على المليشيا وشركائها، وتُعري زيف الشركاء من أبناء دار حمر والقوى السياسية الشريكة للمليشيا. فالأرض تتحرك تحت أقدام المليشيا في أم سمته الواقعة شمال النهود، حيث دخلتها المليشيا يوم الأحد بغرض النهب، ولكن تم تدمير عربتين قتاليتين وهلاك (9) عناصر. والحادثة ليست بمعزل عما جرى في أم كوع التي تتبع لمحلية الاضية، حيث قتلت فيها المليشيا (8) من منطقة البيجه ونهبت سلاحهم، واصطدم فزع من أهالي المذكورين مرة أخرى مع المليشيا، فاستطاع تحييد (9) عناصر، وحرق عربة بوكس، واستُشهد من الفزع التوم آدم الحاج وآخرون.
🥏 الأحداث تتقاطع مع هزيمة تلقتها المليشيا في أرض الفرقة (22) بابنوسة، حيث استطاع فرسانها تلقين المليشيا درسًا لن تنساه أبدًا. استطاع أبطال الفرقة، بقيادة اللواء معاوية الطيب والعميد درموت، إلحاق الهزيمة بالمهاجمين، وكانت النتيجة أكثر من (150) عنصرًا بين قتيل وجريح، حيث توزع أكثر من (100) جريح بين مستشفيات المجلد والضعين.
🥏 خسرت القبائل لحمتها الاجتماعية وتعايشها المبني على أعراف الأرض، بفعل تولي سُفَهائها لمقاليد الرأي فيها، وانزواء أهل الحل والعقد. ولا يستطيع هؤلاء الصمود أمام حراك الجيش المسنود بتدافع شعبي واسع، ويستساقط القادة تباعًا؛ سقط صليب الديك، وجُرح ماكن وغيره، وغدًا سيسقط التاج التجاني وبرشم وغيرهم، وسيكتب التاريخ على جباه نُظار المنطقة أن البعض باع القيم وحكمة الأجداد وتاريخ المسيرية في سوق نخاسة الإمارات العربية مقابل وصل عروبي كذوب. فهل ينتظر البعض قيام بابو من قبره حتى يعودوا إلى رشدهم؟ أم يظن البعض أن الاستعصام بجبل المليشيا يرفّع لحظات الحرج التاريخي؟
🥏 الإشارات أعلاه تكشف بوضوح ارتفاع معدل جرائم الحرب المرتكبة بواسطة عناصر المليشيا، وتضعضع الحال في مناطق سيطرتها، وتدهور الحالة الأمنية. وأضحت النخب السياسية والإدارات الأهلية بتلك المناطق مجرد كومبارس يجيد التصفيق لبعض (بلهاء) القادة والساسة. فهل تحتاج المنطقة لواليٍّ بمكنة جنرال ميدان حقيقي؟
🥏 الوالي جايد يحتاج إلى تجميع شتات حكومته، والعمل على الملف الإنساني، وتحشيد الجهد الشعبي للمقاومة والاستنفار، بعيدًا عن الخطاب الجهوي (الضيق) الذي يتبناه البعض، والعمل على إبرام التصالحات الاجتماعية ورتق نسيج المجتمع المتصدع بسبب الخطاب الجهوي. والمواطن في كلا الحالتين، ينتظر حراك الجيش والأجهزة الأخرى، حتى لا يصبح الأذى المسلَّط على الأبرياء والعُزل ثقيلاً. فهل تسمع القيادة صرخات استغاثة أهل القرى؟
ولنا عودة
إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
الثلاثاء 10 /6 /2025