
عوض عبد الرازق ولد بالتقريب عام 1900 بقرية الجابرية بمحلية الدبة بالولاية الشمالية .
تلقى تعليمه الاولي بمدارس الغابة ، و الجامعة بدولة مصر .
في مصر أصبح يساريا و كعادة الشيوعيين المصريين يتم ضم الشيوعيين السودانيين للتنظيم المصري حدتو لاغراض التدريب العملي .
عاد عوض إلى السودان بعد فراغه من الدراسة الجامعية و عمل أستاذا بمصلحة التربية و التعليم او المعارف ، فنمت فيه روح الاستاذية من اخلاص و صير و جدية و تخطيط و صولا للاهداف .
شارك عوض في تنظيم الحركة الشيوعية السودانية حستو و انتخب امينا عاما لها في العام 1945 و كان عمره و قتذاك بحسب افادات ابراهيم حاج عمر عضو اللجنة المركزية نحو 45 سنة .
قال عنه ابراهيم حاج عمر : كان عوض عبد الرازق حكيما هادئا مثقفا محترما ، يجيد التخطيط و صولا للأهداف .
كان يعمل لتوافق الحزب و مبادئه مع البيئة السودانية القائمة على قاعدة دينية صوفية و طائفية ، كما أنه نادى بالصبر و عدم حرق المراحل .
و نادى باضعاف الطائفية لان قوتها تعنى اضعاف التنظيم الشيوعي .
لأجل اختراق الاحزاب و التنظيمات اقترب من حزب الازهري الوطني الاتحادي و مؤتمر الخريجين فحزب الامة و الاتحادي الديموقراطي ، كان هدفه القريب كسب ود الاحزاب و اختراقها بعناصر شيوعية سرية و السيطرة على مفاصلها و قرارها ، كذلك فعل مع إتخادي المزارعين و الرعاة ، و اخترق السكة حديد و الموانئ البحرية و البرية و الجوية و النقل النهري .
في ذلك الزمان كان عبد الخالق محجوب في القاهرة حيث جمد دراسته الجامعية و اتخذ من هنري كورييل أستاذا له في الشيوعية ، هنري يهودي فرنسي يحمل الجنسية المصرية ، يتبع للمنظمات الثورية الفرنسية السرية في قسمها الشيوعي ، هو ابن ملياردير يهودي مرابي يملك شركات مالية في مصر ، و قد تمكن هنري من تكوين 17 حزبا شيوعيا او ثورات شيوعية تصحيحية في أفريقيا و آسيا.
عمل هنري على تأهيل عبد الخالق لقيادة ثورة تصحيحية داخل التنظيم الشيوعي السوداني .
عاد عبد الخالق و عمره 20 سنة و استقطب شباب الحزب ما بين 17 إلى 20 عاما و قاد بهم حراكا اطاح به السكرتير العام للتنظيم الشيوعي حسدتو او ما يعرف بالجبهة المعادية للاستعمار .
وجهت اتهامات إلى عوض عبد الرازق من عبد الخالق ومجموعته، حيث و صفوه باليمينية و تغييب النهج الماركسي اللينيني الثوري ، و إن التنظيم في عهده صار مكبا للتفايات .
بعدها ضرب حصار مجتمعي شيوعي على عوض عبد الرازق و تم عزله تماما و كل من يتصل به ، و وصف بالخائن .
لقد أصبح اسم عوض تهمة و اساءة يوجههما الحزب لكل شيوعي معارض للنهج الثوري الذي تبناه عبد الخالق بحكم سن الشباب .
لكن في العام 1949 استدرك التنظيم خطأه بوقف اختراق الاحزاب و التنظيمات فاخترق أولى خلايا تنظيم الإخوان المسلمون في السودان .
في سنة 1952 ارسل عوض عبد الرازق خطابا للمؤتمر الشيوعي الثاتي ندد فيه بسياسة الاستعجال وحرق المراحل و استدعاء النتائج ( يقصد اسلوب الثورات الشعبية المسلحة و الاتقلابات العسكرية المسيطر على ذهنية عبد الخالق ) ،واشاد بالثورة المصرية التي ابهجت كل شيوعي في العالم، وما دروا انها جاءت بتدبير من المخابرات الأمريكية .
تتقل عوض عبد الرازق في السكن بين بري و الديم و أم درمان يعاني العزلة و الاضطهاد حتى مرض لسنوات طوال ، ليفارق الحياة سنة 1980 بمنزل ابنة اخته بالخرطوم حي الرياض .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 .