
كاذب من قال إن واشنطن لا تعلم، وأجهل منه من يظن أن دويلة الشر تعبث وحدها في جحيم السودان دون أن يباركها الكبار، الحقيقة أن اللعبة مكشوفة، الأوراق على الطاولة، والعالم كله يرى كيف تُسكب النار على الزيت في كل مرة، ثم يتظاهر بالعمى حين يشتعل الحريق
هم يعلمون، كلهم يعلمون، لكنهم يتقنون فن الصمت الانتقائي، حين تشير إليهم استخباراتهم بأن الإمارات تموّل وتسلّح وتغذي الفوضى، يصيبهم الخرس الطوعي، ويكتفون ببيانات باردة كثلج الإسكيمو، بيانات القلق العميق وضرورة وقف الحرب كأنما يقولونها في جنازة ضميرهم لا في مأساة وطن
الولايات المتحدة تعرف أن المال الذي يغذي المليشيا يمر من أبوظبي مرور الكرام، وتعرف أن صفقات السلاح تُعقد في الظل، وأن الدم السوداني هو الثمن المدفوع لتوازنات سياسية قذرة أمريكا لم تقلها علناً، لكنها تعلم أن دعم دويلة الشر للمليشيا لا حدود له، وأنها تشتري السلاح من مصانع الغرب لتغرسه في خاصرة السودان، إما مباشرة أو عبر سماسرة تتقاطع مصالحهم مع مصالح الشياطين
المسألة ليست غموضاً في المعلومة، بل انحيازاً في الموقف، العالم الذي يلوك مفردات الإنسانية والسلام، هو ذاته الذي يضع بصمته على فواتير الموت، يريدون أن يرضوا واشنطن، وأن يبيضوا وجه دويلة فقدت الحياء، يغطون قبحها بمساحيق دبلوماسية فاسدة، بينما هي تفتح خزانتها لمليشيا تحرق البلاد وتسرق الزاد وتغتصب الحلم
لكنهم نسوا أن في السودان جيشاً لا يُشترى، وشعباً لا يُباع، جيشاً تعلم من الصبر كيف يُصهر الحديد، ومن الشدائد كيف تُخلق البطولة ، جيشاً واجه المرتزقة، وأفشل خطط أجهزةٍ كانت تظن أنها تمسك بخيوط اللعبة، فإذا بها تُفاجأ أن الميدان له كلمة أخرى، وأن الذهب لا يصدأ في لهب المؤامرات
العالم كله الآن يعرف أن القوات المسلحة السودانية ليست جيشاً عادياً، بل درع وطنٍ لا ينكسر، يعرف أن الشعب السوداني هو الجيش، وأن الجيش هو الشعب، وأن هذه المعادلة المستحيلة هي ما أربكت الممولين والمخططين وكل من راهن على سقوط السودان
إني من منصتي انظر …حيث أرى.. أنه في نهاية المعادلة، تظهر الحقيقة عارية:
على اليمين أمريكا تأمر، ودويلة الشر تدفع،
ثم تأتي علامة التساوي…
وعلى اليسار يقف الجيش السوداني شامخاً يغنمُ النصر، يغنمُ العزة، ويغنمُ بقاء الوطن.