
الحرية لغة تعني الانعتلق من القيود اوالاغلال وتطلق على من يطلق سراحه من الأسر او العبودية .
وتعرف الحرية في الاصطلاح بأنها القدرة على التصرف او الاختيار دون ضغوط داخلية او خارجية .
في العام 2000 التقيت بروف / حسن مكي في مكتبه بجامعة أفريقيا لمشورته فيما يتعلق ببعض الموضوعات العلمية ، وانا خارج من مكتبه ناداني بصوت مرتفع : طارق ، فالتفت ناحيته فقال لي : السودان لم يعرف الحرية طوال سنوات عمره الا ما ندر .
ظلت هذه المقولة الصادرة من عالم جليل عالقة بذهني .
بالبحث والتقصي أيقنت ان السلوك الرعوي هو الأكثر تاثيرا على حياتنا العامة والأسرية .
الراعي يقود القطيع بالسوط نحو الجهة التي يريد واي مخالفة لرغبته يعالجها بالضرب وأحيانا بكسر الساق بالعصا .
صحيح ان بعض زعماء القبائل يتمتعون بقدر من المرونة والحكمة لكن يبقى رأيهم نافذا .
انعكس ذلك على تنظيماتنا واحزابنا السياسية فقلما تجد داخلها ممارسات تشير إلى الحرية بل تقاد العضوية بما يشبه قيادة الراعي للقطيع.
يحدث هذا بينما ترفع الاحزاب شعارات الحرية والديموقرطية ، وفاقد الشئ لايعطيه .
كذلك الحكومات السودانية التي ولدت من رحم المجتمع لاتعرف الحرية الا رسما ، لذلك يكثر معارضوها ويهدمون صرحها شيئا فشيئا
الحرية لابد أن تضمن في المناهج التعليمية وان تكون جزءا من الخطب الدينية في دور العبادة ، أضف إلى ذلك الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في ترسيخ مفهوم وقيم الحرية .
سياساتنا الرعوية تتعارض مع الإسلام : افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ؟ ، فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر .
متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا ؟! .الفاروق عمر .
لينهض السودان ويسعد على الجميع أن يضع الحرية في مقدمة تفكيره واقواله وافعاله .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الجمعة 5 سبتمبر 2025 .