مقالات

الحرية

د. طارق محمد عمر

الحرية لغة تعني الانعتلق من القيود اوالاغلال وتطلق على من يطلق سراحه من الأسر او العبودية .

وتعرف الحرية في الاصطلاح بأنها القدرة على التصرف او الاختيار دون ضغوط داخلية او خارجية .

في العام 2000 التقيت بروف / حسن مكي في مكتبه بجامعة أفريقيا لمشورته فيما يتعلق ببعض الموضوعات العلمية ، وانا خارج من مكتبه ناداني بصوت مرتفع : طارق ، فالتفت ناحيته فقال لي : السودان لم يعرف الحرية طوال سنوات عمره الا ما ندر .

ظلت هذه المقولة الصادرة من عالم جليل عالقة بذهني .

بالبحث والتقصي أيقنت ان السلوك الرعوي هو الأكثر تاثيرا على حياتنا العامة والأسرية .

الراعي يقود القطيع بالسوط نحو الجهة التي يريد واي مخالفة لرغبته يعالجها بالضرب وأحيانا بكسر الساق بالعصا .

صحيح ان بعض زعماء القبائل يتمتعون بقدر من المرونة والحكمة لكن يبقى رأيهم نافذا .

انعكس ذلك على تنظيماتنا واحزابنا السياسية فقلما تجد داخلها ممارسات تشير إلى الحرية بل تقاد العضوية بما يشبه قيادة الراعي للقطيع.

يحدث هذا بينما ترفع الاحزاب شعارات الحرية والديموقرطية ، وفاقد الشئ لايعطيه .

كذلك الحكومات السودانية التي ولدت من رحم المجتمع لاتعرف الحرية الا رسما ، لذلك يكثر معارضوها ويهدمون صرحها شيئا فشيئا

الحرية لابد أن تضمن في المناهج التعليمية وان تكون جزءا من الخطب الدينية في دور العبادة ، أضف إلى ذلك الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في ترسيخ مفهوم وقيم الحرية .

سياساتنا الرعوية تتعارض مع الإسلام : افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ؟ ، فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر .

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا ؟! .الفاروق عمر .

لينهض السودان ويسعد على الجميع أن يضع الحرية في مقدمة تفكيره واقواله وافعاله .

   د. طارق محمد عمر .

الخرطوم في يوم الجمعة 5 سبتمبر 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى