عبَّر عنه إنابةً عن الشعب السوداني في زيارته لمصر،، شكر إدريس لمصر،، لفتة إنسانية، ورسائل سياسية.
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو

القاهرة استضافت ملايين السودانيين، وأكرمت وفادتهم رغم الظروف..
“حكومة الأمل” ترى في مصر شريكاً لا غنىً عنه في مسار حل الأزمة..
معاوية دانيال: الخرطوم تدرك حجم العبء الإنساني الذي تتحمله القاهرة..
أعرب رئيس الوزراء، دكتور كامل الطيب إدريس، عن شكره وتقديره العميق إنابةً عن الشعب السوداني للشقيقة مصر رئيساً وحكومةً وشعبا، وامتدح إدريس خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في ختام زيارته للقاهرة، امتدح المواقف التأريخية لمصر التي استضافت ملايين السودانيين، جراء الحرب، مؤكداً أن العهد مع مصر لن ينكسر، وأن الإرادة لن تلين، منوهاً إلى اتفاق الجانبين السوداني والمصري على رؤية كلية لمصلحة البلدين، ولأجيال المستقبل.
أكبر مستضيف للسودانيين:
وتعتبر مصر أكبر دول العالم استضافةً للاجئين السودانيين الذين فرُّوا من جحيم حرب الخامس عشر من أبريل من العام 2023م والتي أشعلت ثقابها ميليشيا الدعم السريع بتمردها على القوات المسلحة السودانية، وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن عدد اللاجئين السودانيين في مصر تجاوز 3 ملايين شخصاً ووفقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين فقد شكَّلت موجات اللاجئين السودانيين الذين عبروا الحدود إلى مصر ضغطاً هائلاً على موارد مصر وبنيتها التحتية، ومع ذلك فقد مارست الحكومة المصرية كرماً فيَّاضاً والتزمت بتوفير الحماية الدولية، وكانت دكتورة حنان حمدان ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى مصر وجامعة الدول العربية قد دعت المجتمع الدولي إلى دعم مصر بشكل عاجل لتعزيز جهودها الإنسانية مشددة على ضرورة أن يشارك المجتمع الدولي الحكومة المصرية مسؤولية تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية لضمان توفير الحماية والاحتياجات الإنسانية للمتضررين من النزاع والمجتمعات المستضيفة لهم.
موقف وطني:
وبحسب مراقبين لتطورات العلاقات السودانية المصرية فإن امتنان وتقدير رئيس الوزراء السوداني لمصر حكومةً وشعباً لم يكن مجرد إجراء بروتوكولي أو تصريح للاستهلاك السياسي الذي يذهب أدراج الرياح، وإنما موقفٌ وطني يحمل بين طيَّاته أبعاداً ودلالاتٍ مهمة، ذلك أن إدريس أراد أن يثمّن الدور الكبير الذي لعبته مصر في استقبال أعداد ضخمة من السودانيين، رغم الضغوط الاقتصادية واللوجستية التي تعيشها القاهرة، الأمر الذي يُرسِّخ عمق الروابط التاريخية بين الشعبين، ويعكس إرثاً طويلاً من التضامن والمصير المشترك، وهي إشارة ذكية تؤكد أن “حكومة الأمل الجديدة” ترى في مصر شريكاً استراتيجياً لا غنىً عنه في مسار البحث عن حلول للأزمة السودانية، حيث إن إدريس وبإظهاره الامتنان، يسعى إلى تقوية الجسور مع القاهرة، وفتح المجال أمام تعاون أكبر على المستويين الأمني والسياسي، خصوصاً في ظل حاجة الحكومة السودانية إلى دعم إقليمي متوازن وملتزم بالحفاظ على سيادة السودان ووحدة شعبه وأراضيه.
طمأنة وبناء ثقة:
ويثمن الخبير الاستراتيجي الجنرال معاوية علي عوض الله، النهج الذكي الذي رسمه رئيس الوزراء دكتور كامل وهو يضع رسالة مهمة في بريد مصر رئيساً وحكومةً وشعباً مفادها؛ الطمأنة وبناء الثقة، وقال “معاوية دانيال” في إفادته للكرامة إن الشكر العلني والمكثّف لمصر يُعدُّ تأكيداً على أن الخرطوم تُدرك حجم العبء الإنساني الذي تتحمله القاهرة، وأنها تسعى لرد هذا الجميل عبر تعزيز التنسيق المستقبلي، سواءً في ملف اللاجئين أو في المساعي الدبلوماسية لوقف وإنهاء الحرب، مبيناً أن رسالة إدريس سيكون لها انعكاس إيجابي في دفع مصر للاستمرار في مواقفها الداعمة للسودان دولةً وشعباً، مرجحاً أن يُسهم هذا الامتنان العلني في تعزيز صورة “حكومة الأمل ” لدى صناع القرار المصريين، ويدفع القاهرة إلى الاستمرار في لعب دور الوسيط أو الداعم للجهود الإقليمية لاحتواء الأزمة السودانية.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد أوصل رئيس الوزراء دكتور كامل الطيب إدريس رسالته كاملةً إلى مصر رئيساً وحكومةً وشعباً، وأكد أن السودان لن ينسى وقوف مصر معه في أحلك الظروف، وأن البلدين شركاء في المصير قبل أن يكون جيراناً، وهكذا عزف إدريس بمهارة دبلوماسية على وتري الإنسانية والسياسة في آن واحد، وفتح الباب على مصراعيه أمام مزيد من التقارب والتنسيق بين البلدين في المرحلة الحرجة التي يمر بها السودان، تأكيداً على مبدأ أنما مصرُ والشقيق الأخُ السودان ظلا لخافق النيل صدرا،
حفظا عهده القديمَ،، وشادا منه صيتاً ورفعا منه ذكرا..