أمَّر مافي هذه الحرب المفروضة أنها فرضت علي المواطن الذي دخلت المليشيا بيته ونهبت ما خف وزنه وغلا تحت تهديد السلاح وبعد ذلك لم يطب له البقاء وخرج من منزله علي عجلة من أمره يعتريه الخوف دون ترتيب لأمره ولايدر أين يذهب؟ لكنه ذهب إلي مناطق ربما زاراها من قبل او ربما لم يسمع بها ولم يراها في خارطة الوطن الكبير ، بعد أن نزح طاف علي بيته طائف(الشفشافة) وهم يسرقون ما تبقي من أثاثات أو أمتعة كان ثمنها مجهود سنين عددا وتركوا منزله قاعا صفصفا
كلما تسقط مدينة بيد الجنجا تعني خرابها وتعني نزوح عدد هائل من المواطنين منها ومن القري المجاورة حولها مخافة إستباحتها وهم بها ، موجات من النزوح لم يشهدها تاريخ السودان الحديث ومأساة كل مرة تتكرر بنفس طعم العلقم لكن تختلف الطريقة ويختلف الطريق ، رواية واحدة محتواها واحد لكن تختلف فيها جمل ومفردات العناوين بكتاب مختلفين تحكي واقعا صادقا حدث
المدن الآمنة كل يوم يقل عددها ، إكتظت حتي إمتلات ، لا تجد أسرة هناك مستقرة ليس معها أسرة أو اسرتين من الأقارب والمعارف بعد أن إمتلات المدن ذهب عدد منهم إلى القري المجاورة وإمتلات حتي القري ، النازح لايخرج من اربعة إما سكن مع اسرة أو سكن داخل معسكرات النزوح وأما يؤجر منزل بثمن باهظ جدا وأما ذهب مغاضبا خارج البلاد كلاجيء ، مربع كل أضلاعه معاناة وكلها ألم و لوعة وفقدان أعزاء كانوا ضحية لهذه الحرب اللعينة لعن الله من أيقظها
خرجت معظم ولايات السودان عن الإنتاج الزراعي منذ إشتعال هذه الحرب وتم خراب البنيات التحتية والخدمية في كل المدن التي إستبيحت، الأماكن والمصانع التي كانت تنتج خيرا الآن أصبحت ملاذا للجنجا والتي تركوها صارت مسرحا للبوم ، نحن تعيش في واقع محزن وكارثي وليس لنا إلا الله ندعوه أن يفرج وأن ينتقم ممن ظلم واوصلنا لهذا الدرك الأسفل من المعاناة المأساوية
إني من منصتي أنظر….حيث أنني رأيت…. أن القادة الذين جاؤوا بعد سقوط البشير لا يسمعون النصح بمنعرج اللوي ولا يقرأون المستقبل ، سبق أن حذرنا أن هذه البلاد تسير نحوا الأسوأ سياسيا و إقتصاديا وإجتماعيا ونهاية هذه اللعبة( البايخة) سقطة داوية نحو العمق السحيق والتي كان سببا فيها الناشطون الذين حلوا علي كرسي الحكم حين غرة ، سبق أن ذكرنا أن النهاية لهذه الخزعبلات السياسية التي كل مرة نسمع لها ضجيجا ولا نري لها طحنا سوف تكون محزنة وللأسف حدث ما كتبنا والآن نحن فقط نتجرع الكؤوس المحزنة ونبكي النهاية ! .