مقالات

آمنة الفضل تكتب: محن عمي عوض…

 

في احدى الأمسيات الخريفية في الخرطوم، كنت في طريق العودة إلى المنزل بعد حضور منتدى ثقافي في قلب العاصمة.. تخطيت شارع القيادة العامة إلى شارع المطار .. ثم مروراً بجامعة مأمون حميدة وجدت نفسي في منتصف شارع عبيد ختم ..
هبت عاصفة ترابية قوية فجأة وحُجبت معالم المدينة.. رغم ذلك لم أتوقف، كنت أحاول جاهدة مواصلة مسيري .. ثم امطرت السماء بسخاء..
وانا لم أزل أشق الطريق المظلم بإطارات سيارتي معلنة عن شجاعة منقطعة النظير.. عالقة بين العاصفة والمطر. حائرة في التشاكس الذي خلقتهُ الطبيعة أمام عيني المجهدة من الرؤية الليلة الباهتة. توقف محرك السيارة فجأة.. لأجد نفسي وسط باحة مملوءة بالمياه.. لم استطع التعرف على ملامح المكان جيداً بعد.. كان الظلام دامساً.. أفزعني صوتُ طرق على النافذة.. لكن لم أجرؤ على فتحها بيد أن الرجل بالخارج كان يواصل الطرق بشدة… وحين شرعت بفتحها في حذر شديد باغتهُ بالسؤال: انا في شارع القيادة ولا المطار ولا عبيد ختم ؟
حدق بوجهي في امتعاض وقال: إنتِ ماحافظة غير الشوارع دي …دا شارع الخلاص وانا المهدي المنتظر انخلع قلبي من الخوف.. بحثت عن شجاعتي ولم اجدها .. لقد تركتني أواجه مصيري وحيدة هنا ثم ببطء حاولت أن أغلق النافذة فوضع يده على الزجاج وضحك بصوت عالٍ ثم قال: انا عمك عوض سيد الدكان يا “المودرة.” .

قلت في فرح عمي عوض يعني أنا وصلت حلتنا! رد في سخرية: البيت اول شارع يمين الباب الثاني شمال .. ثم أطلق ضحكته المعروفة

لم استطع قيادة السيارة لحظتها تركتها في مكانها قبالة دكان عم عوض واكملت خطواتي إلى البيت راجلة وانا لم أزل أرتجف من الخوف والحيرة . أسأل نفسي: شارع المطار ام الخلاص! عمي عوض ام المهدي المنتظر !

آمنة الفضل

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى