مقالات

رحيل القيادي الإسلامي احمد عبد الرحمن / مابقي في الذاكرة الأمنية.

د.طارق محمد عمر

من ام عبابدية مصرية و والد ركابي سوداني ولد أحمد عبد الرحمن محمد عام 1934 ، نشأ و ترعرع في مدينة بربر بمديرية نهر النيل .
تخرج في كلية الآداب جامعة الخرطوم و ابتعث لنيل درجة الماجستير في الإدارة العامة بهولندا .
في العام 1949 التحق باولى خلايا تنظيم الاخوان المسلمون في السودان و فيهم علي طالب الله و صادق عبد الله و يس عمر الامام و بابكر كرار و ناصر السيد و محمد يوسف محمد .
عمل الاستاذ/ احمد عبد الرحمن في السلك الإداري للدولة و أصبح مديرا تنفيذيا لمدينة كسلا و ضواحيها، ثم مديرا لمكتب وكيل وزارة الداخلية السيد / امير الصاوي خال د. منصور خالد ، و قد حكى لي العم أمير و هو يضحك ان النميري سأل مستشاريه عن شخص مقرب للخواجات ليعينه سفيرا لدى بريطانيا، فدلوه إلي ، استدعاني النميري إلى مكتبه و قال لي : ( يا أمير قالوا انت بتاع خواجات الكلام دا صحيح ؟ ) فاجبته بنعم ، فقال لي : اريد ان اعينك سفيرا في لندن ، فوافقت .
و احمد عبد الرحمن هو من عرف د. ترابي على امير الصاوي الذي أصبح سفيرا للسودان لدى بريطانيا و رتب لقاءات في منزله بين د. ترابي و البروف الامريكي/ مايكل هللني احد كبار مستشاري المخابرات الأمريكية مقيما في لندن في سبعينيات القرن الماضي ، ذلك لترتيب قبول شباب من الحركة الإسلامية بالدراسات العليا في الجامعات الأمريكية ذلك في إطار الحرب الباردة ضد السوفيت .
قدم احمد عبد الرحمن مساعدات جمة للإسلاميين السودانيين الذين لجاوا إلى السعودية بعد انقلاب 25 مايو 1969 و هو انقلاب شيوعي في ظاهره أمريكي في باطنه .
ثم انتقل للمشاركة في تأسيس المعارضة في إثيوبيا و لندن وليبيا .
شارك في تأسيس منظمة الدعوة الإسلامية و عدد من المؤسسات الإسلامية.
شغل منصب وزير الداخلية في الفترة من 1980 إلى 1984 ذلك بعد المصالحة الوطنية مع النميري .
فاز في انتخابات العام1986 و أصبح عضوا في الجمعية التأسيسية ثم وزيرا للشؤون الاجتماعية في الحكومة الائتلافية للصادق المهدي .
في عهد الإنقاذ شغل منصب رئيس مجلس الصداقة الشعبية العالمية.
معرفتي به عامة و لكن اعلم انه كان من الزاهدين و عاش مع اسرته في منزل متواضع بالخرطوم حي الرياض .
اعتقد انه من ضم الاستاذ/ عبد الباسط سبدرات إلى صفوف الحركة الإسلامية ، و عبد الباسط كان عنصرا أمنيا في الحزب الشيوعي السوداني و عمل سكرتيرا للمقدم/ فاروق حمد الله وزير داخلية حكومة مايو ضمن مجموعة أمنية شيوعية ضمت محمد احمد سليمان مدير أمن الحزب و القبطي سمير جرجس و قد تدربوا أمنيا في ألمانيا الشرقية ، و كان ذلك مثار سخرية و تهكم من عضوية اللجنة المركزية للحزب بما يفهم منه ان الحركة الإسلامية قد ابتلعت الطعم ، و عبد الباسط الذي شغل منصب وزير العدل بتزكية من احمد عبد الرحمن هو من تسبب في اقناع البشير باقالة عالم القانون د. عبد الرحمن الخليفة المدعي العام بالوزارة في قضية جاسوسة مصرية رفض سبدرات الاستمرار فيها .
اول لقاء عملي جمعني بالاستاذ/ احمد عبد الرحمن كان في مكتبه بمجلس الصداقة الشعبية ، حيث ارسل في طلبي فاستغربت ، و عند المقابلة طلب منى إغلاق ملف دبلوماسي اجنبي رفيع اشتهر بالعربدة و اخترقته مخابرات دولة جارة ، و من ثم وقع في الفخ ، و أصبح في يد المخابرات السودانية كالميت بين يدي غاسله ، قلت له : هذه خسارة على الدولة و نحن نحتاجه في كسر الحصار المضروب على السودان، لكنه أصر على رأيه .
هذه واحدة من صور تدخل بعض القيادات الإسلامية في عمل المخابرات متجاوزين مديرها العام د. نافع .
كلما جمع مجلس بين الاستاذين / احمد عبد الرحمن ويس عمر الامام تبدر منهما قفشات متبادلة تضحك الحاضرين .
يوم أمس الاثنين 10 فبراير 2025 إنتقل الى رحاب الله الأستاذ / احمد عبد الرحمن محمد في العاصمة المصرية القاهرة .
غفر الله له و رحمه و اسكنه عالي الجنات .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الثلاثاء 11 فبراير 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى