
صباح امس الأحد 27 أكتوبر 2024 دهست شاحنة مسرعة عشرات الجنود التابعين للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إثر نزولهم من حافلة الترحيل .. توفي منهم 6 وجرح نحو 37 .. سائق الشاحنة فلسطيني يسكن منطقة قلنسوة ويحمل جواز سفر اسرائيلي .. تم قتله .
الاحباط والياس والتوتر الذي اصاب الفلسطينيين خاصة والعرب والمسلمين عامة نتيجة للحرب في غزة ولبنان لايحتاج لشرح .
معظم أجهزة الأمن في مختلف الدول بها أقسام تمثل بؤر للضعف وغالبا ما تكون سببا في حوادث القتل او الاغتيال او الاختراق التي تتعرض لها الأجهزة .. وهذه الأقسام تتمثل في الإدارة العامة وقسم التأمين.. نتيجة لضعف التأهيل الأمني بالمقارنة مع بقية الأقسام الأمنية.
الادارتان تتحكمان في دخول وخروج الأعضاء مكانيا وزمانيا ووسائل نقلهم .
فلايعقل ان يكون جهاز استخبارات إسرائيل المعروف ب امان .. المؤسس في 28 ديسمبر 1953 . يرحل افراده بالحافلات الكبيرة ( البصات ) وبالتالي يعرضهم للقتل الجماعي العمدي وشبه العمدي والخطأ .
ويمكن الجواسيس من معرفة أماكن سكنهم وبالتالي يتم اختراقهم عبر اسرهم.
حتى المخابرات الأمريكية عانت من شئ مشابه .. ذلك عندما اصرت أقسام الإدارة والتأمين على تحديد مواعيد الدوام والانصراف والمداخل وللمخارج . فاصبحت سيارات الضباط تصطف أمام البوابات المحددة.. فإذا بشاب باكستاني يشهر بندقية آلية ويردي اكثر من عشرة قتلي ويجرح العشرات .. كان ذلك في رئاسة المخابرات الأمريكية بمقاطعة لانغلي سنة 1993 .. فر الباكستاني إلى بلده واعتقل بعد اربع سنوات من ارتكابه الحادث .
عنصر الأمن مكلف في تدريبه وتاهيله ويحمل اسرارا لاتعد ولاتحصى فليس من الحكمة التفريط في أمنه او التحكم في حركته وكأنه قاصر.
فلنعتبر .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الاثنين 28 أكتوبر 2024 .