مقالات

ياسر الفادني يكتب: يا حلات لِقْ لِقْ!

من أعلى المنصة..ياسر الفادني

أكثر ما يدهشني ويضحكني في آنٍ واحد هو تصرف بعض الناشطين الذين صاروا كرحالةٍ بلا بوصلة، يطوفون العواصم بحثاً عن لحظة إنتصارٍ وهمي أو شائعةٍ يقتاتون عليها، هؤلاء الذين استبشروا بزيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى جمهورية مصر، واشتغلوا على لوحات مفاتيحهم كالطبالين في سوق الطواحين الهوائية، يروجون لخيالاتٍ لا وجود لها، ويتحدثون عن لقاءٍ مزعوم بين البرهان وعبد الله حمدوك !

يا للعجب… كأن السياسة في عقولهم بضاعة تُعرض على الرصيف، يصرخ فيها كل بائعٍ بمكبر صوته ليجذب الزبائن، أي حمدوك هذا الذي يصافحه البرهان؟ أي قيمةٍ سياسية أو شعبية له بعد أن لفظه الشارع؟ من الذي يؤيده اليوم سوى بضعة أصوات تتعيش على التمويل الأجنبي والحنين إلى الكرسي؟

ذلك الرجل الذي فشل في أول إمتحانٍ لحكمٍ مدني، وأضاع فرصة وطنٍ كان يمكن أن ينهض من رماده، كيف يليق أن يوضع في مقام الندّ مع رجلٍ يحمل على كتفيه عبء وطنٍ بأكمله؟ أي حمدوك هذا الذي باع وطنه ثم عاد ليعرضه في مزادٍ جديد؟ أي خبيرٍ هو، وقد تحوّل إلى موظفٍ لدى الدويلة التي تموله وتُلمّعه إعلامياً كلما أرادت أن تزرع خنجرها في خاصرة السودان؟

البرهان لا يصافح من خان….

ولا يمد يده لمن باع، ولا يلين أمام من حاولوا أن يختطفوا الوطن ويذلوه باسم الحرية، عندما يسافر البرهان، يحمل في ذهنه صورة شعبٍ التفّ حوله ليُفشل أكبر مؤامرةٍ لتقسيم السودان وتغيير ديمغرافيته، لا ينسى من سانده، ولا يخضع، ولا يعير اهتماماً لصفير الخارج ولا لنباح المرتزقة في المنفى

أما أولئك الذين هلّلوا وتغنوا باللقاء المزعوم، فليعلموا أن الشعب لم ينسَ…

لم تنسَ الهلالية ولا ود النورة ولا الحرقة ولا أم روابة ولا الرهد أب دكنة ولا الجنينة ولا نيالا ما فعلته تلك العصابات التي كانوا يسوقونها إلينا تحت لافتة (المدنية)، لن تُمحى الذاكرة، ولن يُغسل العار بماء التصالح الزائف

لكل من طبل وضرب (دلوكة مسواكا ناشف) لهذا الوهم نقول :

يا حلات لق لق!

ضحكتكم على أنفسكم قبل أن تضحكوا علينا، فالوطن لا يبيع وفاءه، ولا يمد يده لمن دنّس ترابه.

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى