مقالات

ياسر الفادني يكتب: حذاري!

من أعلى المنصة.. ياسر الفادني

كلما تنكسر شوكة دولة الشر في الميدان، تلجأ إلى ألاعيبها القديمة لتصنع وهماً بأن المليشيا ما زالت تتنفس، وأنها قادرة على قلب الموازين ولو بصوتٍ مزيفٍ أو صورةٍ مفبركة، لكن الحقيقة أن هذه المسيرات الاستراتيجية التي تطلقها بين الحين والآخر ليست إلا صرخات عجز، والفرقعات التي تصدرها أصبحت بلا صدى في وعي الشعب السوداني، الذي تجاوز مرحلة الخوف وأدرك تماماً من عدوه ومن حاميه

غير أن الأخطر من كل ذلك هو محاولتها تحريك خلاياها النائمة في الداخل لإحداث بلبلة، وإطلاق الإشاعات بأن هناك صراعات داخلية بين القوات المسلحة وقوات مساندة أخرى مثلا ، في محاولة يائسة لتشويه الصورة وزعزعة الثقة، هذه حرب نفسية ب إمتياز، تحاول المليشيا عبرها أن تزرع الشك في صفوف المواطن وتضعف جبهة الوعي الوطني، لكنها ستفشل كما فشلت من قبل في الميدان

أما جناحها السياسي، فلا يملك سوى أن ينفخ في فقاعات من صابونٍ سرعان ما تتبخر، تارةً بالحديث عن الفساد كذباً، وتارةً بتضخيم أرقام الوفيات والأوبئة، أو بتسليط الضوء على قضايا هامشية لصرف الأنظار عن الانتصارات المتلاحقة للجيش وحين تخمد نيران الكذب، تبحث هذه الأذرع عن نكراتٍ سياسية تلمّعهم فجأة، وتلبسهم ثوب البطولة في محاولة (كولمبية)!! مضحكة للعودة إلى المشهد من بوابةٍ مزيفة

المطلوب الآن أن تظل الجهات النظامية في أقصى درجات اليقظة، تفتح عيونها على كل بؤرةٍ مشبوهة وتسبق الفتنة قبل أن تولد، عبر حملاتٍ أمنيةٍ منعيةٍ صارمةٍ تطال كل خائنٍ أو متواطئ، فالأمن لا يُحمى بالصدفة، بل بالوعي واليقظة والحسم

وفي المقابل، فإن المواطن شريك أصيل في هذه المعركة، ومسؤوليته لا تقل عن مسؤولية الجندي في الميدان، الإبلاغ عن أي تحركاتٍ أو مظاهرٍ غريبةٍ واجب وطني، لأن حماية الوطن لا يحققها السلاح وحده، بل العيون المفتوحة والضمائر اليقظة

سياسياً، لا بد من مواجهة الأكاذيب بعملٍ منظمٍ ومدروس، يقوده خطابٌ رسميٌ قويٌ يكشف للعالم ما تفعله المليشيا من جرائم ضد العزل والأبرياء، يجب تنظيم منابر دورية تجمع سفراء الدول داخل السودان، لتنويرهم بحقيقة ما يجري على الأرض، لأن معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة السلاح، وكسب الرأي العام الدولي جزء من النصر الوطني

إني من منصتي انظر …ثم أقول ….الحذر… ثم الحذر.

فالمليشيا حين تنهزم، لا تموت فوراً، بل تحاول أن تلدغ قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة،

لكن هذا الشعب… قد تجاوز زمن السموم، وارتدى درع الوعي، ولن يُلدغ مرتين.

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى