مقالات

العلاقات الاقتصادية السودانية الإثيوبية .

د.طارق محمد عمر

بدأت العلاقات الاقتصادية بين السودان و اثيوبيا في القرن الثالث الميلادي عند دخول الطائفة القبطية الارثوذكسية إلى السودان قادمة من مصر إثر ما تعرضت له من اضطهاد د يني ، مثلما دخلت الارثوذكسية أيضا الي السودان من إثيوبيا .

الاقباط هم من وطنوا صناعة النسيج اليدوي في السودان خاصة في مدينة شندي .

و لأجل شراء المنسوجات القطنية و فد تجار إثيوبيون إلى شندي و باعوا ما زبحوزتهم و من بضائع مثل البن و العسل و البخور مقابل القماش ، كان اغلبهم من قومية التقراي و مع تواصل الزيارات التجارية خصص لهم اهل شندي منطقة لسكناهم عرفت بديم التقراي التي حرفت لاحقا إلى ديم القراي ، و بعضهم صاهر السودانيين ،حيث توجد في شندي و المتمة بعض العوائل الهجين .

في القرن السادس عشر تأسست مملكة سنار التي تطورت سياسيا و اقتصاديا واضحت قوة اقليمية لا يستهان بها ، الا انها دخلت في صراعات حدودية مع الحبشة لأسباب تتعلق بالذهب و المشاريع الزراعية و تعدي قطاع الطرق ( الشفتة ) على التجار والمسافرين .

و برغم استمرت شندي سوقا تجاريا يرتادهو الحبش إلى أن جاءت سنة 1823 حين اضرم المك نمر النار في الخديوي اسماعيل باشا حاكم السودان و وفده المرافق ، و كان لجوء المك نمر إلى الحدود الحبشية بايعاز من ملك الحبشة .

توترت العلاقات بين سلطات التركية السابقة مع بلاد الحبشة إثر شن المك نمر و قواته هجمات استهدفت جيش و بوليس المستعمر و منشآته الاقتصادية .

و هذا لم يمنع سلطات التركية السابقة من تصدير بعض المنتجات السودانية خاصة الضأن و الماشية عبر مينائي مصوع و عصب التابعين للدولة الحبشية و قتها مثلما استوردت عبرهما بما يخفف الضغط على ميناء سواكن .

و في العام 1868 غزت قوات بريطانية بلا د الحبشة بحجة تحرير رهائن بريطانيين احتجزتهم سلطات الملك تيودروس و نجحت في ذلك ، لكن السبب الرئيس هو استباق إيطاليا على خيرات شرق أفريقيا .

و بريطانيا تعد العدة لغزو السودان ابرمت اتفاقية بينها و ملك الحبشة منليك الثاني سنة 1897 لترسيم الحدود الحبشية السودانية ، ومع احتلالها السودان عملت بريطانيا على تحسين البنى التحتية الاقتصادية لاثيوبيا و أدخلت زراعة الشاي جنوب غرب إثيوبيا عام 1908 حيث جلبت الشتول من الهند ، فدخل الشاي إلى جانب البن و العسل و البخور و التوابل و البقوليات و المشغولات اليدوية ضمن الصادرات الإثيوبية إلى السودان فضلا عن دخول الآف العمال الاثيوبيين للعمل في المشاريع الزراعية السودانية ، من جانبه يصدر السودان إلى إثيوبيا المتسوجات والصمغ العربي و الجلود و الذرة و البصل و الشطة و الصلصة .

عقب استقلال السودان زادت كميات التبادل التجاري بين البلدين و دخلت المصنوعات الجلدية ضمن الصادرات الإثيوبية إلى السودان الذي زاد ومن صادراته إلى إثيوبيا خاصة السمسم و الفول السوداني .

و عقب استقلال ارتريا سنة 1993 أصبحت إثيوبيا دولة حبيسة تفتقر للموانئ و تعتمد على الموانئ السودانية في الصادر و الوارد الا ان عدم استقرار العلاقات بين البلدين بسبب الاطماع في اراضي الفشقة و التدخلات الغربية و الاقليمية تحولت معظم صادرات و واردات إثيوبيا إلى جيبوتي و صوماليلاند غير المعترف بها ، و تحاول إثيوبيا بيع فائض الطاقة الكهربائية من سد النهضة إلى السودان .

تلاحظ زيادة في معدلات التهريب من السودان إلى إثيوبيا كلما توترت علاقات البلدين ، خاصة سلعة السكر و الدقيق و الوقود .

بينما تهرب من إثيوبيا إلى السودان الخمور و الاسلحة .

يذكر ان تعداد الاثيوبيين في السودان قد بلغ نحو 4 مليون نسمة ، يعملون في الزراعة و الصناعة و الخدمات و يحولون مدخراتهم بالعملة الصعبة الى و طنهم .

  د. طارق محمد عمر. .

رئيس لجنة الشؤون الأمنية بتجمع الاكاديميين و الباحثين و الخبراء السودانيين .

الخرطوم في يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى