
يعيد الاتحاد الأفريقي في كل مرة محاولات فاشلة لحل الأزمة في السودان، وقد شهدنا الفترة الماضية مبادرات متعددة تقدم بها الاتحاد الأفريقي لدعوة القوى السياسية لما يسمى الحوار السوداني السوداني،ودعوات أخرى لقيادة الجيش ومليشيا الدعم السريع للتفاوض ووقف الحرب وفشلت جميعها في تحقيق تقدم ملموس.
وفي تقديري الفشل سببه الطريقة الخاطئة في التعاطي مع الملف السوداني والتي تشير إلى خلل أما في فهم طبيعة الأزمة والمكونات السودانية المتناحرة ،أو في فرض رؤية وتدخلات خارجية من جهات خارج الاتحاد تضع سقفاً وأجندة ودعم لأطراف بعينها.
المؤسف أن الاتحاد الأفريقي يفترض به ان يكون أكثر المؤسسات الإقليمية والدولية إحاطة بالسودان وبالازمة فيه والأكثر حرصاً على إنهاء مخاطر الصراع من واقع تأثير السودان في القارة وموقعه في وسطها وخطورة امتداد الصراع للعديد من دول القارة إضافة إلى أن الملف السوداني يجب أن يكون ضمن الإطار الأفريقي وان يكون الحل سوداني برعاية ودعم أفريقي ولكن هذا لم يحدث بسبب طريقة المعالجة الخاطئة التي تتبعها آليات الاتحاد الأفريقي ومؤسساته.
كان يمكن أن يكون للاتحاد الأفريقي دور أكثر فاعلية لو أنه دعم مثلاً مبادرة دول الجوار التي تبنتها الشقيقة مصر فور اندلاع الصراع أو لو قام بترك الملف للقاهرة بحكم معرفتها الاعمق بطبيعة الصراع في السودان وعلاقاتها مع جميع الأطراف ولإهتمامها وحرصها على الاستقرار والوحدة والسلام في السودان لطبيعة العلاقات والعوامل المشتركة بين البلدين.
مارس الاتحاد الأفريقي الكثير من التخبط في التعاطي مع الأزمة في السودان ودعا القوى السياسية السودانية لحوار في أديس أبابا العام الماضي ولم ينجح للإنتقائية في الدعوات ولم ينجح في جمع الأحزاب والكيانات السودانية مثلما تم في مؤتمر مماثل بالقاهرة.
عاد من جديد الاسبوع الماضي ودعا القوي السياسية من جديد للحوار باديس أبابا ووجدت دعوته رفض واسع من جهة الأحزاب الوطنية الداعمة للجيش رفضت دعوة تحالف تأسيس والأخير نفسه رفض طريقة الاتحاد الأفريقي في إدارة الملف، وفي ذات السياق رفض تحالف صمود أيضاً الحوار السياسي واعتذر للاتحاد الأفريقي عن الدعوة.
من الواضح أن مبادرة الاتحاد الأفريقي وجدت الرفض والتحفظ والاشتراطات من كل القوى السياسية السودانية بإختلاف مكوناتها وأطيافها وهذا يعني فشل كبير للمنظمة القارية الأكبر.
على الاتحاد الأفريقي أن يفكر في ويعيد التفكير في منهج التعامل مع الأزمة في السودان بطريقة غير تقليدية، وأن يكون التفكير من منطلق علمي يشخص الأزمة يضع روشتة وحلول ويبحث في الأسباب الخاصة بالأزمة في السودان بعمق بعيداً عن السطحية والمبادرات الكسولة والفاشلة والمكررة.