مقالات

التركية السابقة و امن الدولة .

د. طارق محمد عمر

حال ورود تقارير أمنية من شندي سنة 1823 تشير إلى عزم مك الجعليين نمر القيام بثورة مسلحة ضد الحكومة ، ذهب اليه حاكم السودان اسماعيل باشا بنفسه يرافقه كبار معاونيه لأجل إطفاء شرارة التمرد قبل أن تصير نارا تاكل الأخضر و اليابس وتندلع في مناطق أخرى ، و هذا دليل على اهتمام الحكومة بأمر الأمن .

لأجل حماية الدولة و نظام الحكم و بسط هيبة الدولة ، اتخذت الحكومة عدة إجراءات و تدابير احترازية لاسيما بعد مقتل الحاكم العام أو الحكمدار اسماعيل محمد علي باشا حرقا في شندي .

تم استدعاء كل مسؤولي الادارات الأهلية و اسرهم إلى الخرطوم و خصصت لهم مساكن واسعة و مريحة و انيقة و اجريت لهم رواتب و مخصصات مجزية ، حتى يكونوا تحت النظر و المشورة ، و إن ينوب عن كل مسؤول و كيلا في منطقته و بينهما رسول و هاتف .

القبائل التي عرفت بالجنوح للتمرد و سلب التجار و المسافرين تم تجنيد شبابها بقوات البوليس لحراسة الطرق الرئيسة و اجريت لهم رواتب شهرية مجزية .

اعداد و تأهيل قوات الباشبزق لقض اية تجمعات غير قانونية .

سنت قوانين عقابية رادعة تصل حد الإعدام بالخازوق ، حيث يربط المحكوم بالإعدام من يديه على فرع شجرة دون أن تصل رجلاه إلى الأرض و يتم اجلاسه على الخازوق ليفارق الحياة بعد ثلاثة أيام على الأكثر، و هذه العقوبة تتم وسط الأسواق عظة و عبرة وزجرا .

تنشيط أجهزة الأمن و المباحث لجمع المعلومات استباقا لوقوع الجريمة و هو مايعرف أمنيا بالعمل الوقائي .

استنفار بوليس السواري لمراقبة الطرقات و الظواهر السالبة و التدخل الفوري .

تخصيص محاكم جنائية ايجازية لسرعة البت في القضايا ، و فورية التنفيذ .

بسط قيم العدل و تطبيق القانون على الحاكم قبل المحكوم .

العدل في قسمة الموارد و التنمية الشاملة و الاهتمام بالتعليم ( الكتاتيب ) العامة و الهندسية و الزراعية و دعم خلاوى القرآن.

محاربة البطالة ذلك بفتح أبواب العمل في القطاعين العام و الخاص ، يسبقه التدريب والإعداد.

تثقيف المجتمع دينيا وعلميا عبر المساجد و الزوايا و الندوات .

65 عاما من الأمن و الاستقرار و التنمية و الرفاه و السعادة .

ليتنا نعيد ذا الزمن .

د. طارق محمد عمر .

رئيس لجنة الشؤون الأمنية بتجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين .

الخرطوم في يوم السبت 27 سبتمبر 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى