
خلال القرنين الثالث عشر و السادس عشر اهتم حكام الحبشة بتامين حدود البلاد و نشر شبكات الجواسيس و المخبرين في الداخل و الجوار الإقليمي ، و كان للحكام الاباطرة و الملوك سيطرة قوية على مسار تدفق المعلومات داخل البلاد .
في عهد الإمبراطور يوهانس الرابع نشطت شبكات الجواسيس و المخبرين في جمع المعلومات المفيدة في حفظ الامن الداخلي و اختراق الدولة المهدية ، و بعد مقتله بواسطة جيش الامير الزاكي طمل آل الحكم للامبراطور منليك الثاني الذي واصل في اختراق دولة خليفة المهدي لصالح المخابرات البريطانية و يبدو ان ذلك قد تم بايعاز من الكنيسة الأرثوذكسية في مصر و الحبشة ، فقد كان و لاؤها سافرا لجيش كتشنر ونظام حكم المستعمر .
كانت جواسيس الحبش تحيط بخليفة المهدي و كبار الامراء و اسرهم احاطة السوار بالمعصم ، و ادار تلك الشبكات يوسف ميخائيل يهودي تنصر و تظاهر باعتناق الإسلام و كان يوافي العقيد / و نجت بالمعلومات على الحدود السودانية المصرية ..
في عهد المستعمر البريطاني للسودان 1898 إلى 1956 حدث تعاون بين قلم مخابرات المستعمر و المخابرات الحبشية في مجال تبادل المعلومات لكن كان التوتر حاضرا في حالات ترسيم الحدود و تدخل المحتل الإيطالي ، خاصة في الحربين العالميتين الأولى و الثانية .
بعد استقلال السودان ظلت العلاقات طبيعية بين مخابرات البلدين و اول قنصليتان امنيتان تتبعان لامن السودان كانتا في قمبيلا و العاصمة اديس ابابا ، و قدمت المخابرات الإثيوبية خدمات جليلة في رصد حركة متمردي جنوب السودان و المتعاونين مع اسرائيل من السودانيين الذين فروا إلى إثيوبيا .
احرجت مخابرات إثيوبيا نتيجة لافتضاح امر قتصلها في الخرطوم المدعو / عندوم الذي نشرت بعض الصحف تجسسه لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد فر إلى و اشنطون .
لعبت المخابرات الإثيوبية دورا مقدرا في اتفاقية سلام أديس ابابا سنة 1972 التي أوقفت الحرب بين الجيش السوداني و متمردي جنوب السودان .
مع استيلاء منقستو هيلا مريام على حكم إثيوبيا سنة 1974 بانقلاب عسكري شيوعي توترت العلاقات الأمنية بين البلدين و الجهازين ، و قد أقدم الجانب الإثيوبي على تصفية بعض معارضي نظام حكم منقستو داخل السودان .
و زاد العداء بين البلدين بعد تطبيق التشريعات الاسلامية في السودان سنة 1983 .
عملت أجهزة أمن و استخبارات إثيوبياو على دعم متمردوي جنوب السودان و وفرت لهم المأوى و التدريب و النقل بدعم من دول أخرى .
في 28 مايو 1991 اطيح بنظام الرئيس منقستو و فر هاربا بالطائرة الرئاسية إلى موزمبيق ، لتبدا علاقات طيبة بين السودان و اثيوبيا و جهازي البلدين .
العلاقات الخارجية للمخابرات الإثيوبية بالأجهزة النظيرة في العالم تأتي في إطار تبادل المعلومات و الزيارات المتبادلة و مكافحة الارهاب ، و تدرب عناصرها في الولايات المتحدة الأمريكية و دول الاتحاد الاوروبي و إسرائيل وروسيا و الصين .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025 .