
في الانتخابات العامة لسنة 1968 ، رشح الحزب الشيوعي السوداني سكرتيره العام عبد الخالق محجوب في الدائرة الجنوبية أمدرمان التي تضم أحياء الموردة و ما جاورها ، وهي من الدوائر المضمونة لحزب الوطني الاتحادي .
الزعيم الازهري رئيس الحزب الوطني الاتحادي أصر على ترشيح احمد زين العابدين المحامي رغم اعتراض بعض قادة الحزب و منهم طيفور الشايب بحجة ان احمد زين غير محبوب جماهيريا وسبق ان خسر ثلاث انتخابات .
لكن الازهري أصر على قراره فترشح اثنان من قادة الحزب في ذات الدائرة إلى جانب مرشح الزعيم ، وهذا شتت الأصوات الانتخابية وقوى موقف عبد الخالق .
احمد زين العابدين وجه اساءات عنصرية لسكان الموردة و قال : انه لايتشرف بالنزول في هذه الدائرة ، سرعان ما انتقل حديث احمد زين بين السكان فاقسموا على اسقاطه .
عبد الخالق محجوب ركز على المناسبات الاجتماعية و من ضمنها مناسبة عزاء في الموردة فتكفل بكل المستلزمات لمدة ثلاثة أيام.
بل أنفق بعض المال على مرتادي الاندايات ( أماكن بيع وتعاطي
الخمور ) في الدائرة .
القيادي الشيوعي عوض الله الكرنكي اسر لبعض قرابته بأن الحزب قام بعمليات تزوير واسعة في انتخابات الدائرة .
الختمية ناصروا عبد الخالق محجوب في الانتخابات .
التحليل الأمني :
الزعيم الازهري رغم تدريبه في مصر على أعمال المخابرات وحزبه يمتلك جهاز أمني متكامل الا انه لم يجر التحريات اللازمة عن الذين انضموا لحزبه و منهم احمد زين العابدين ، فهو كادر شيوعي سري ومتمرس ، كان يدرس النظرية الشيوعية في مدرسة الكادر السري بالموردة جنوب و يهتم بتامين المدرسة وكشف مراقبتها بواسطة الأمن الحكومي .
إذا ما صدر عنه من اساءة لأهل الدائرة كان مقصودا ومرتبا له لصالح عبد الخالق .
الذين ترشحوا من حزب الازهري بالمخالفة لقراره اما شيوعيون او وقعوا تحت تأثير عناصر شيوعية سرية داخل الحزب ، وقد تكون عناصر تتبع لمصر او أمريكا انتقاما من مواقفه تجاههما في الاستقلال ورفض المعونة الأمريكية.
التزوير حدث في الغالب بتسجيل اسماء من خارج الدائرة او بإستعارة اسماء موتى او من لم يكملوا السن القانونية .
وقوف الختمية في صف الشيوعي عبد الخالق محجوب سببه انحياز الازهري للاستقلال عن مصر وجلاء المستعمر الانجليزي وملف الاتحاديين بيد مصر .
لهذا وذاك فاز عبد الخالق محجوب بالدائرة .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الجمعة 8 أغسطس 2025 .