حوارات

حوار مع مقدر عبد القادر مدير مصنع “حربي وحلاق”

حوار الطيب محمد عبد الله

رغم قسوة الحرب ومرارة التهجير، هناك دائمًا من يصنع من المحنة فرصة، ومن الرماد بداية جديدة في ولاية القضارف.

بدأنا من الصفر بعد الخرطوم وخسرنا أكثر من تريليون.. لكننا ماضون في طريق الإنتاج

رغم قسوة الحرب ومرارة التهجير، هناك دائمًا من يصنع من المحنة فرصة، ومن الرماد بداية جديدة.

في ولاية القضارف، التقينا بـ مقدر عبد القادر محمد مصطفى، المدير العام لمصنع “حربي وحلاق” لتصنيع وتعبئة المواد الغذائية، في حوار خاص تحدث فيه عن تجربة الانتقال من الخرطوم إلى القضارف، والانطلاق مجددًا بالإنتاج وسط التحديات.

قال مقدر:

“بعد اندلاع الحرب، تمكنا من إخراج المعدات من الخرطوم، وبدأنا العمل من جديد في ولاية القضارف. وكان أول إنتاج فعلي للمصنع في أغسطس 2023، بتوفيق من الله، رغم الظروف الصعبة التي أحاطت بنا.”

أسباب اختيار ولاية القضارف

أوضح أن اختيار القضارف كموقع بديل للمصنع جاء بسبب توفر مدخلات الإنتاج الأساسية محليًا، مثل الذرة الشامية، الشطة، البهارات، والزيوت، وهي مكونات رئيسية في صناعة المقرمشات، ما ساعدهم على استئناف العمل دون الاعتماد على واردات خارجية.

وأضاف:

“وجدنا أيضًا دعمًا كبيرًا من السلطات المحلية، لا سيما من مفوض الاستثمار بولاية القضارف الأستاذ عاطف المصري بحر، الذي وقف إلى جانبنا وقدم لنا التشجيع والمؤازرة في كل خطوة.”

معوقات التشغيل والإنتاج

رغم انطلاقة المصنع، إلا أن العقبات ما تزال قائمة، وعلى رأسها عدم استقرار التيار الكهربائي، ما أدى إلى انخفاض الطاقة الإنتاجية.

“كنا ننتج يوميًا ما بين 800 إلى 900 كرتونة، ولكن بسبب الانقطاعات الكهربائية، انخفض المعدل إلى ما بين 400 إلى 500 كرتونة يوميًا. كما نعاني من عدم توفر مصدر دائم للمياه، ما يدفعنا أحيانًا إلى شرائها، مما يزيد من التكلفة ويؤثر على انتظام العمل.”

وأشار كذلك إلى أن فصل الخريف يزيد من معاناة الترحيل، حيث تتسبب الأمطار في تردي الطرق، ما يعيق حركة النقل ويؤثر على سلاسة التوزيع.

العمالة المحلية والمساهمة المجتمعية

يعمل المصنع بنظام الورديات، ويضم ما بين 30 إلى 35 عاملًا، جميعهم من أبناء المنطقة، بالإضافة إلى عدد من النازحين الذين تم استيعابهم ضمن الكوادر العاملة، ما وفر فرص عمل وساهم في دعم الاستقرار المجتمعي.

خطط توسعية مستقبلية

حول الخطط المستقبلية، كشف مدير المصنع عن نيتهم إنشاء مصنع لإنتاج البسكويت، إلى جانب توسيع رقعة التوزيع لتشمل دول الجوار.

“نغطي حاليًا ولايات كوستي، ربك، سنار، الفاو والقضارف. وقبل اندلاع الحرب، كنا نوزع في ولايات دارفور وكردفان، ولكن الآن انحصر التوزيع بسبب الظروف الأمنية. لدينا خطط مستقبلية للتصدير إلى إثيوبيا وإريتريا بعد استقرار الأوضاع الكهربائية وتهيئة المنطقة الصناعية.”

دور المصنع في دعم المجتمع ومعركة الكرامة

أكد مقدر أن المصنع يساهم بشكل مباشر في دعم الجهود الوطنية عبر تخصيص نسبة من الفاتورة الضريبية لصالح دعم القوات المستنفرة، إلى جانب إرسال مواد تموينية ومبالغ مالية للمواطنين المتضررين من الحرب في أم درمان ومناطق أخرى.

خسائر الخرطوم وبداية جديدة في القضارف

“مصنعنا في الخرطوم – سوبا تعرض للنهب والخسائر الجسيمة، وقد فقدنا ما يفوق التريليون جنيه. بدأنا من جديد في القضارف دون رأس مال حقيقي، ولكن بالإصرار والعمل المتواصل استطعنا العودة تدريجيًا إلى الإنتاج.”

شكر وامتنان

وجّه مقدر عبد القادر مصطفي مدير مصنع حربي وحلاق لتصنيع وتعبئة المواد الغذائية شكره لوالي القضارف المكلف الفريق ركن محمد أحمد حسن على زيارته الأخيرة للمصنع واهتمامه بالصناعة المحلية وقضاياها، كما شكر مفوض عام الاستثمار بالقضارف الأستاذ عاطف المصري، وهيئة المواصفات والمقاييس، ووزارة الصحة – إدارة صحة وسلامة الأغذية، على دورهم في تسهيل بيئة العمل الصناعي.

“لسنا مجرد منشأة صناعية، بل قصة كفاح وإصرار على العمل والإنتاج رغم كل الصعاب.”

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى