محافظ مشروع الجزيرةم. ابراهيم مصطفي في حوار مع “النصر نيوز”:

المليشيا سببت خسائر بالمشروع تقدر بـ(8) مليار دولار
لن أجلس صورياً وهناك جهات تتاجر بالمشروع سياسياً
مستندات المزارعين ومستندات اصول المشروع لم تتضرر
لدينا خطط جاهزة لتطوير المشروع باستخدأم تقنيات حديثة
حوار- النصر نيوز
يعد مشروع الجزيرة من المشروعات الحيوية في البلاد وله القدرة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من محاصيل أساسية لدى الشعب السوداني كما أن المشروع في حالة تقهقر وليس في حالة تطوير هناك العديد من المشكلات التي يعاني منها المشروع والمزارع الذي يشتكي دوما” من عدم توفير التقاوي بجانب الإشكاليات التي تعرض لها المزارع في تعامله مع البنوك عبر التمويل الزراعي وذاد الأمر سوءا” بعد دخول المليشيات المتمردة ولاية الجزيرة وكان مشروع الجزيرة قبلتها فقامت بنهب الآليات الموجودة ودفن الترع لفتح طرق يدخلوا بها إلى القرى ..مشروع الجزيرة قضية تثار دوما” ماهي أسبابها ؟ وماهي اهدافها؟وما المقصود منها ؟ كلها اسئلة فرضت علينا الجلوس إلى محافظ مشروع الجزيرة ابراهيم مصطفى علي ليجيب على التساؤلات وفي مقدمتها ماذا يدور داخل مشروع الجزيرة؟ الرجل غني عن التعريف يعمل بالمشروع منذ تخرجه من الجامعة وتنقل في كل مكاتبه الإدارية و الاشرافية ويعرف كل صغيرة وكبيرة فيه ويمتلك وسائل التطوير
كيف ترون مشروع الجزيرة؟
ـمشروع الجزيرة دولة لها قانون وشعب وارض فيه 135 الف مزارع وفي مساحة اثنين مليون ومائتي الف فدان مساحته تشكل 85% من مساحة ولاية الجزيرة واكبر من هولندا فيه الأنشطة الزراعية والحيوانية وهو مجتمع يضم كل ألوان الطيف السوداني وفيه انصهار كبير بجانب أنه مشروع استثماري يفترض النهوض به
ولكن المشروع لم يحقق الأهداف المرجوة ؟
ـ هناك مشاكل ومعوقات اقعدت مشروع الجزيرة وهناك متاجرة سياسية باسم المشروع وهذا الحديث قاله صراحة” رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك أن مشروع الجزيرة لاينفصل من التسوية السياسية هناك اشكاليات واضحة بعدم امتلاك إدارة مشروع الجزيرة لوسائل الإنتاج فمثلا الري الزراعي مسئولية وزارة الري وليس ادارة المشروع و توفير الآليات مسئولية مجلس الوزراء نحن دورنا كإدارة للمشروع جوانب فنية وإرشاد زراعي
لكن لماذا لم تسعوا لتغيير ذلك النظام؟
ـ نحن محكومين بقانون 2005م لانه قانون قام به أصحاب مصلحة والقانون لايسمح لي بإدارة الري ولا يسمح لوزارة المالية دعم المشروع ولا يسمح للمزارع باللجوء لوزارة المالية لذلك عارضناه كموظفين آنذاك لانه كان واضحة” بأنه سيكون حجر عثرة أمام توفير احتياجات المزارعين وكانت النتيجة احالتي للتقاعد في 2009 اعتراضنا على القانون لانه كان ضد نهضة المشروع ولايمكن أن يتصور الناس أن إدارة مشروع الجزيرة ليست من مسئولياتها الري ولا استجلاب التقاوي ولا الآليات لذلك تتحمل إدارة المشروع إخفاقات المؤسسات الأخرى وحتى تلك المؤسسات لا تتوفر لها الإمكانيات لتقوم بدورها لذلك فشلت الإدارات السابقة و الحالية في تنفيذ خططها الزراعية ومع تلك الإشكاليات جاءت المليشيا لـ(تزيد الطين بلة) ونهبت كل شئ وخربت حتى المكاتب و الترع
كم تبلغ قيمة الخسائر الناتجة عن دخول المليشيا للمشروع ؟
ـ قبل دخول المليشيا لولاية الجزيرة كانت معداتنا و الياتنا محصورة ومعروفة ونازلة في سجلاتنا ويبدوا إن المليشيا كانت عينها على المشروع ومنذ وصول طلائعها دخلت مشروع الجزيرة ونهبت آليات و التركترات والعربات والأجهزة والأسمدة و التقاوى ودمرت مكاتب الإدارة مراجعتنا للخسائر التي سببتها لنا المليشيا قدرت بـ(8) مليار دولار وهو رغم كبير يذيد يوميا بذيادة أسعاره ذلك بجانب الضرر المعنوي للمزارعين وماتعرضوا له من انتهاكات على يد المليشيا ونهب مدخراتهم و التقاوي التي اعدوها وتلك لا تقدر بثمن ويمكن بعد دخول القوات المسلحة والقوات المساندة لها مدينة ود مدني تناسى المزارعين تلك الماسي وهي فرصة نشكر فيها القوات المسلحة. وكل القوات المساندة لها بمختلف مسمياتهم على هذا الانجاز
هل كنتم تتوقعون العودة للمشروع بعد انتشار المليشيا؟
رغم ثقتنا في القوات التي تقاتل ولكن كانت عودة مشروع الجزيرة لنا حلم وتحقق بالجهود التي بذلت ومشاركة انسان الجزيرة في المعارك من خلال المقاومة الشعبية والتحية لمزارعي الجزيرة الذين اتجهوا للمناقل واستضافوا اسرهم وزرعوا هناك ليلجموا الألسن بان هناك مجاعة في السودان وقد كنا نتابع الموسم الزراعي هناك وكان ناجح جدا”
هل طالت عمليات النهب الوثائق والمستندات؟
ـ الحمدلله إن المليشيا لم تنهب مستندات المزارعين و حيازات اراضيهم ومستندات اصول المشروع كلها موجودة لم تضرر
كيف استعدادتكم للموسم الزراعي؟
لقد اعدينا العدة لزر اعة (200) الف فدان من الفول و(600) الف فدان من الذرة و(150) فدان من الخضروات و(100) الف فدان من القطن وكان المقترح زراعة أكثر من مليون فدان ولكن اضطرينا لتقليص المساحة بسبب مشاكل الري هناك اختناقات في المجر وفي الترع وانخفاض في مناسيب النيل والأضرار التي تعرض لها الري كبير جدا” ولا تتناسب الميزانيات الموجودة مع حجم الضرر
وماذا فعلتم إزاء تلك المعوقات؟
ـ طبعا” لم اجلس صوريا” إزاء مسئوليتي والأمانة التي اتحملها وفي مسعى دائم لحل المشاكل والمعوقات واشكر السيد رئيس مجلس السيادة على دعمه للموسم الزراعي مما مكنا من توفير تقاوي للمزارعين وشراء آليات تعويضا” الآليات التي نهبت وهناك بعض المنظمات في توفير التقاوي والصندوق القطري ساهم معنا لزراعة (700) فدان بمنطقة الحوش وهذا شكل لنا دعم كبير وهناك محادثات بينا وبين شركة إرادة وبعض الشركات لتوفير سماد لزراعة الذرة ونتوقع ان تكون هناك بشريات الاسبوع القادم
هل ساهمت المساعدات في توفير احتياجاتكم؟
ـ بفضل المساعدات استطعنا توفير بعض الآليات ونشرها في كل أنحاء المشروع استعدادا” للعروة الشتوية
ماهي اكبر الإشكاليات التي عالجتموها؟
ـ يمكن اكبر مشكلة نمضي في حلها هي إعادة صيانة القرابيل بمساعدة الحكومة، كانت لدينا (6) قرابيل تم إتلافها في الحرب وقمنا بإصلاح اثنين منها لنقوم بتصنيع التقاوي وقد بدينا فعلا” في تصنيع تقاوي استعدادا” للعروة الشتوية وسوف نقوم بنظافة الترع والمجر ولن نتركها لاي جهة ونتوقع حتى اكتوبر نكون قد انتهينا تصنيع التقاوي وحوجتنا ل(30) الف طن من التقاوي حاليا” تم تصنيع حوالي (20) الف طن
يشتكي مزارعي ابوقوتة من التجهيزات للزراعة ؟
ـ لدينا مشكلة في مساحات لم يتم إصلاحها من الناحية الشمالية في ابو قوتة ووادي شعير وفيها اختناقات في الري وهي مساحات لم يتم استغلالها في العروة الصيفية سنعيد زراعتها في العروة الشتوية
كم نسبة المساحة التي تم تجهيزها لزراعة الذرة؟
-الحمد لله جهزنا 60% من المساحة المطلوبة لزراعة الذرة والدعم الذي وجدناه سيكون اللبنة الاولى لبداية العمل واقولها بكل صراحة لقد وجدت تجاوب من مجلس السيادة ومجلس الوزراء ووزارة المالية ورئيس الوزراء سيزور المشروع ليوم كامل للوقوف على المعوقات وأكد بأنه سيهتم بالزراعة ويذلل معوقاتها
هل هناك أي خطط للاستفادة من التقنيات الحديثة واستيعاب الشباب ؟
-لدينا خطط جاهزة لتطوير مشروع الجزيرة ونستخدم تقنيات حديثة حاليا نراقب الري عبر الأقمار الصناعية ونعمل لاستيعاب الشباب في المشروع نحتاج مابين 100 إلى 150 من الخريجين الشباب في مدخل الخدمة في التخصصات المطلوبة حاليا لدينا 1530 عامل معظمهم كبار السن وهناك كم هائل من العمال ليس لديهم أداء ولدينا مشروع الطاقة الشمسية ولابد من الحافظ على اصول المشروع المهنة بصورة صحيحة
هل هناك اشكاليات من المزارعين من ضمن المعوقات ؟
نعم هناك سلوكيات من المزارعين من المعوقات وهناك مشكلة اجتماعية قادمة ظللنا ننبه لها وهي عمليات بيع الأراضي الزراعية اثر ذلك في الدورة الزراعية فكثيرا ما نتفاجا أن المساحة المخصصة لزراعة ذرة باعها صاحبها لاخر وزرعها خضروات هذه مشكلة لأن البيع غير قانوني وهناك العديد من القضايا أمام المحاكم في مثل هذه الأفعال ويكون الحل بنزع الأرض وضياع أموال المشتري وبعضهم يتوفى ليجد الورثة هذه المشكلة وفي بعض المناطق يقوم المزارعين بتركيب مواسير كثير ما تكون المياه في الخارج أكثر من التي تحتاجها الزراعة
ماهي المطلوبات لنجاح مشروع الجزيرة؟
-مشروع الجزيرة ناجح إذا حلت اشكالياته وإذا كانت كل الصلاحيات في يد محافظ المشروع والطريقة السائدة معيقة تمنع الاستثمار ولايعقل إن اوجر ارض لمستثمر واقول له الري ليس من اختصاصي ولايمكن أن تكون عربات التحصيل أكثر من عربات المشروع،نحن نحس إن هناك تفهم بمجلس السيادة والوزراء لهذه الإشكاليات ونتوقع حلول ترتقي بالاداء.