
اعرف رجل أعمال عربي يعمل في مجال الاستيراد والتصدير و بشكل خاص مع الشركات الأمريكية .
زرته ذات مرة في مكتبه بالخرطوم و قد اعتاد مفاجاتي في كل مرة بمنتجات سودانية تستوردها أميركا .
اخرج من درج مكتبه صندوقا ورقيا في حجم علبة السجائر مغلف بقصدير شفاف .
سالني : هل تعرف هذا ؟ فاجبته بالنفي ، فتح الصندوق فاذا هو يحتوي على اوقية من أوراق شجرية صغيرة الحجم لونها قمحي .
قلت له : لم اعرفه ؛ ضحك مليا و قال لي : انها السنمكة تلك العشبة المنتشرة في السودان و لا احد يعرف قيمتها ، و أضاف : طلبت مني شركة امريكية شحن اطنان منها فلم تكلفني اكثر من أجرة العمال و الشحن اي ان تكلفتها لاتذكر .
ياسيدي : أميركا تصدر للعالم بما فيه السودان عشبة السنمكا السودانية للاستخدام الطبي بعشرات الملايين من الدولارات ، ولا تضف لها اي شئ ، فقط نظفتها من الشوائب و عبأتها .
و السودان يتمتع بعشرات الأصناف من الأعشاب الطبية نعمل على تصدير بعضها للدول الاوروبية .
يذكر ان هذا التاجر استفاد من السودان اكثر من اهله لانه يعرف مطلوبات الخارج وما يتوفر في السودان و إمكانية الحصول عليه ، و نحن تنقصنا المعرفة .
ارجو ان يخطط لمشروع زراعي خاص بالاعشاب الطبية بمساحة لاتقل عن مليون فدان ، لزراعة ما تطلبه الشركات الطبية في الخارج ، ذلك يسهل عمليات الحصاد و التنظيف و التعبئة الأولية و النقل و الصادر .
و يمكن عمل مشروع غابي طبي لزراعة أشجار النيم الذي يدخل في عقاقير علاج الملاريا و الهجليج او اللالوب و السنط اي القرض ، و العرديب و التبلدي .
بحسن التخطيط و التنفيذ نبلغ المجد .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم السبت 31 مايو 2025 .