مقالات

أجانب في صفوف التمرد

د.طارق محمد عمر

حين انكسرت شوكة المتمردين و انحسر انتشارهم و ضمر عديدهم ، كشف ذلك عن وجوه اجنبية في صفوفهم ، بعضهم مختص في القنص أكثرهم من دولة إثيوبيا ( ذكور وإناث ) ، و من بلدان سوريا و ليبيا و اليمن و ربما كولمبيا ،، و بعضهم خبراء في حرب المسيرات .

اما اغلب المشاة ( و المدفعجية ) فكانوا من جنوب السودان و بعض دول غرب أفريقيا .

الأجنبي حين يقاتل خارج أرضه يعتبر مرتزقا و حكمه الإعدام شرعا و قانونا .

حكومات و تنظيمات و جيوش تستعين بشركات أمنية عالمية متخصصة في تجنيد الشباب و تدريبهم عسكريا و الدفع بهم إلى دول غير دولهم للانضمام لحركات متمردة مقابل المال ، و يتم ذلك في سرية تامة و من وراء حكومات بلدانهم او باتفاقيات سرية .

تلك الشركات تستغل فقر و عطالة الشباب و انسداد كوة الأمل أمامهم فتحيلهم إلى مرتزقة سرعان ما يصبحون حطبا للنار .

هنالك اجانب مقيمون في السودان لسنوات عدة كانوا قد تسللوا إلى البلاد بطرق غير مشروعة ، بعضهم جند في صفوف التمرد و اسندت لهم مهمة حراسة الارتكازات على الطرق الرئيسة ، نظير راتب يبلغ 500 الف جنيه شهريا كانت تسدد من الخزانة السودانية العامة ، ذلك في إطار التكلفة الصفرية للحرب و هي فكرة امريكية ، تحارب و تدفع الثمن .

مع ارهاصات اندلاع الحرب كان على قادة اجهزتنا الأمنية تفعيل هيئة النشاط الوقائي لابعاد المشبوهين من الأجانب إلى خارج البلاد و الحد من دخول المتسللين تزويرا او تهريبا ، و ضبط السلاح و المسيرات التي بحوزتهم او بحوزة المهربين المحترفين .

و ددت ان يخضع المقبوضين من المرتزقة لاستجواب أمني لمعرفة تفاصيل تجنيدهم و تسللهم إلى السودان .

و أفضل من يتولى ذلك عناصر المخابرات الخارجية و مكافحة العملاء و الجواسيس في جهاز المخابرات العامة و الاستخبارات العسكرية ، حتى لا يدفنوا بسرهم .

كثير من المرتزقة بعد فشل التمرد استغلوا عدم توفر معلومات عن هوياتهم و نشاطهم ، فخلعوا بزاتهم العسكرية و تزيو بزي مدني وتمكنوا من الهرب إلى مصر و ليبيا و تشاد و اثيوبيا و جنوب السودان ، بعد أن فتحت لهم أبواب البيوت و اكرمت و فادتهم باعتبارهم ضيوفا تقطعت بهم السبل ، و هذا يشير الي حاجتنا الملحة للثقافة الأمنية .

مهام المرتزقة ساعدت على إطالة أمد الحرب خاصة القناصة المنتشرين في البنايات العالية ، فقد حدوا من سرعة تحرك المقاتلين ، لان بامكان القناص إصابة ثمانية من الجند في كل دقيقة ، و هو مختبئ داخل عمارة دون أن يصيبه شئ .

د. طارق محمد عمر .

الخرطوم في يوم الأحد 11 مايو 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى