
في عهد الرئيس وودرو ويلسون 1914 انكفات أميركا على ذاتها ولم تشارك في الحرب العالمية الأولى الا في العام 1917 ، كان الهدف من الانكفاء بناء الذات ومراجعة ما هو قائم .
خرجت أميركا من عملتها في نهايات الحرب العالمية الثانية 1945 وهي دولة عظمى فاستعلت على أوروبا وبريطانيا التي بنتها، وقصفت مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيين بالقنابل الذرية سنة 1945 واحتلت فيتنام سنة 1954 , ونصبت حكومات دكتاتورية في دول العالم الثالث لخدمة مصالحها رغم أنف شعوب دولها ، وابتزت دول النفط باتفاق الحكم مقابل النفط .
وعقب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1989 حاصرت سوريا وايران والسودان واحتلت أفغانستان والعراق ، وهاجمت الصومال واليمن ودول غرب أفريقيا وشمال شرق سوريا بحجة مكافحة الارهاب .
ان محاباة واشنطون لإسرائيل تشبه حال الاب الذي يدلل احد ابنائه ويحقق رغباته ويهمل إخوته .
دولة الرئيس ترامب يعتزم اتباع سياسة انكفائية لاعادة بناء أميركا في مختلف المجالات تحت شعار ماقا MAGA وهي مختصر ل MAKE AMERICA GREAT AG AINE اي اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى .
يخطط دونالد ترامب لإلغاء معظم القواعد العسكرية الأمريكية في أوروبا وتركيا والخليج والعراق وسوريا ومختلف الجزر وخفض عدد القوات العسكرية وتخفيض ميزانية الدفاع ، ورفع قيمة الرسوم الجمركية على الواردات لحماية الإنتاج المحلي والحد من الهجرة غير الشرعية ورفع القدرات البشرية واستحداث مشاريع زراعية وحيواتية وصناعية وخدمية واصلاح القوانين ، وخفض الدعم المالي لحلف الناتو واوكرانيا والمنظمات الانسانية ،مع الالتزام بعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.
من المهم ان تخرج أميركا من انكفاءتها وقد تبنت سياسة خارجية تعترف بالآخر وتحترم الشؤون الداخلية للدول وحقوق الإنسان وقرارات الأمم المتحدة والمحاكم الدولية ، سياسة تبنى على الإخاء والتعاون وحب الخير للجميع ، حينها ستربح رضاء الله والشعوب وتخلد اسمها
في سفر التاريخ .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الثلاثاء 25 يناير 2025 .