
منذ الأمس إندلع قتال شرس بين هيئة تحرير الشام وجماعة النصرة من جانب والجيش السوري وعناصر تتبع لإيران وبقية من حزب الله من الجانب الآخر مخلفا اكثر من 200 قتيل عدا الجرحى .
سوريا تتهم تركيا بدعم الهيئة والنصرة مثلما تتهم أميركا وإسرائيل بالتخطيط لهذا النزاع .
لاغراض التحليل الأمني أشير إلى التالي :
الخلاف بين الجماعات الإسلامية المتشددة وهي أقرب للسلفية والنظام السوري يرجع إلى مطلع ثمانينيات القرن الماضي .. وهو سياسي في أصله ديني في مظهره .. هذه الجماعات ترى أن النظام السورى أقرب للكفر منه إلى الإسلام.. فهم يكفرون الطائفة النصيرية ومعقلها مدينة اللاذقية حيث عشيرة الأسد.. ويصفونها بالاقلية من منظور مجتمعي وسياسي .
ما زاد الطين بلة التقارب بين النظام السوري وايران .. فهذه الجماعات ترى في الشيعة طائفة كفرية.
تركيا حليفة أميركا وإسرائيل دعمت الهيئة والنصرة للنيل من نظام الأسد الداعم لحزب العمال الكردستاني ال B .K .K المنادي بفصل الإقليم الكردي من تركيا .
روسيا لها وجود عسكري واستخباري كبير على الأراضي السورية واهمه قاعدة حميميم او طرطوس .. وتدعم النظام السوري وبالتالي اتخذتها الهيئة والنصرة عدوا .
المخابرات الروسية اكتشفت قبل أسبوعين وجود عسكري اوكراني في مدينة إدلب السورية يتعلق بالتدريب العسكري والاستخباري .. ويهدف لضرب النظام السوري والوجود الروسي والايراني .
أرى أن الدور الأوروبي في دعم الهيئة والنصرة اكبر من الدور التركي الامريكي الاسرائيلي .. وهو دور يستهدف روسيا وايران اكثر من النظام .
إن غدا لناظره قريب .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 .