يبدو أن مصر لم تعد تحتمل العطش الذي خلفه سد النهضة الاثيوبي على الإنسان والأرض والحيوان وتوليد الكهرباء .. فهي اي مصر تعتبر ان سد النهضة المكون من 7 سدود فرعية وسد رئيس هدفه الضغط عليها سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا .
مصر كونها دولة مؤسسات تدير شانها بعلمية وخطط ممرحلة .. عزمت على إجبار نظام الحكم الاثيوبي على التفاهم معها بشأن ملء السدود بما لايؤثر على حصتها وحصة السودان .
اتفقت مصر مع حكومة الصومال على دعمها عسكريا في مواجهة اثيوبيا التي اتفقت مع جمهورية ارض الصومال غير المعترف بها على تشييد قاعدة بحرية اثيوبية تطل على البحر الأحمر .. الان امهلت حكومة مقديشو نظيرتها الاثيوبية شهرا لإلغاء الاتفاق وسحب قواتها من الصومال بما فيها الاممية .. بل أعلنت حالة الحرب ضد اثيوبيا.
عصر الخميس 10 أكتوبر 2024 استضافت اسمرا اجتماعا ضم رؤساء ارتريا والصومال ومصر لتكوين حلف عسكري بين الدول الثلاث .
وكانت القوات المصرية قد شرعت قبل أشهر في تدريب قوات ارترية وصومالية في مجالات البحرية والطيران والدفاع الجوي .. ودعمت مصر القوات الارترية بالسلاح والمعدات الحربية . وستنشئ كلية حربية للجيش الارتري.
من جانبها اخلت القوات الإثيوبية الأراضي الارترية التي كانت تحتلها بالتزامن مع بدء الاجتماع الثلاثي في اسمرا .. وفي سبيل كسب الامهرا عينت اثيوبيا وزير خارجيتها وهو حفيد الإمبراطور هيلاسلاسي رئيسا لاثيوبيا بصلاحيات محدودة بينما احتفظ رئيس الوزراء ابي احمد بمعظم الصلاحيات .
ولتحسين الموقف المصري على المستوى الافريقي ابرمت مصر اتفاقات عسكريا مع أوغندا واهدتها أسلحة ومعدات عسكرية ومدربين .. ذلك في محاولة لسد الفراغ الذي خلفه تدهور العلاقات الاوغندية الأمريكية إثر الشتائم التي وجهها السفير الامريكي للجانب الاوغندي . وتعتزم القاهرة تشييد سدين في جنوب السودان على مجرى النيل الأبيض لتوليد الكهرباء وربما إكمال شق قناة جونقلي للحصول على كميات مياه اكثر بدلا من هدرها .
إزاء هذه التطورات المتسارعة لابد من رضوخ الحكومة الاثيوبية للمطالب المصرية بشأن ملء السد .. والا ستعمل مصر والصومال وارتريا على تغيير نظام الحكم في اثيوبيا واستبداله بنظام اكثر مروتة وتعاون مع الجاتب المصري .. وان لم يحدث ذلك ستعمل قوات سلاح الجو المصري على قصف الارض الملاصقة لجسم السد من جهة اليابسة وستحدث اخدودا بعمق 20 متر .. حينها سيجري الماء من تحت السد فينهار في ظرف دقائق .. وسيتم تكرار القصف إزاء بقية السدود .
آمل ان يتحلى ابي احمد بالحكمة قبل فوات الأوان.
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم السبت 12 اكتوبر 2024 .