لم يكن غائبا على مخابرات السودان ان السفارة الأمريكية والمنظمات الطوعية الأمريكية وبعض الشركات لاتخلو من عمل استخباري .. ففي العام 93 / 1994 وصلت لمخابراتنا رسالة مهمة من إنسان ( يهودي ) متعاطف مع السودان مقيم في دولة غربية .. تفيد بأن المخابرات الأمريكية استعارت من نظيرتها البريطاية خطة إسقاط الدولة المهدية لتسقط بها ثورة الإنقاذ الوطني .. توصي الخطة بضرب حصار عسكري واقتصادي ودبلوماسي على البلاد وفتح جبهات قتال حدودية وتحفيز نشاط العملاء والجواسيس وشق الصف الحاكم وتنشيط الهجرة من الريف إلى العاصمة والمدن ونشر الأمراض والاوبئة .. وتشريد أبناء العاصمة من المناصب والوظائف الحكومية لاضعاف أداء الدولة .. وإشانة سمعة النظام .
كذلك حصلت مخابراتنا على مخطط تقسيم السودان لخمس دويلات تبتدئ بفصل الجنوب .. وكان د. ترابي قد علق على مخطط التقسيم قائلا : ان أميركا تريد تقسيم السودان ل 8 دويلات حتى تحكم سيطرتها عليه وتضعه تحت حذائها .
ولأجل الأمانة والتاريخ كانت مخابراتنا غير مدركة لكنه نظام التفاهة الذي طبقته أميركا على الاتحاد السوفيتي فتفكك وانهار .. وملخصه إسناد الأمور إلى غير أهلها.. وان كانت ترى آثاره على الأرض.
بذلت الدولة السودانية ممثلة في المخابرات ووزارة الخارجية قصارى جهدهما لافشال تلك المخططات .. ونجحت في كسر شوكة الحصار الدولي .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 .
