المبدع صديق مدثر واحد من شعراء بلادي الذين نبغوا منذ الصغر ، بدأ رحلة الشعر وهو في العشرين من عمره وكرمه الزعيم الأزهري في هذا العمر في إحتفال بهيج عن قصيدته فتاة الوطن التي غناها الراحل أحمد المصطفي ووقف لها الجميع في عيد المرأة آنذاك أمام الأزهري
صديق مدثر هو من كتب قصيدة ياضنين الوعد ونشرت في صحيفة السودان الجديد ، أثارت في الكابلي كوامن حواسه الفنية عكف عليها عامين ليدوزن لحنها وأخرجها في هذا الثوب اللحني القشيب،
صديق مدثر له في هذه الأغنية قصة أنه ذات مرة وشيت إمرأة لزوجته بأن هذه القصيدة كتبها شاعرنا في حبيبته فهجرته عاما كاملا
القصيدة حفت بتجليات المفردات الجزلة والمفعمة بأريج الجمال البلاغي الرصين : إن يكن حسنك مجهول المدي …فخيال الشعر يرتاد الثريا ، كلما أخفيته في القلب…تنبيء عنه عيناك ولايخفي عليا، وأبث الليل أسرار الهوي ….وأخص الصبح لونا بابليا.
مدثر لعب فصاحة ببنت عدنان وجملها بريقا ولمعانا حتي صارت عقدا من جمل لفظية رنانة وخلدت خلودا سرمديا عندما وصف ومضته التي مرت عليه عليه علي عجل : كلما خباتها في خافقي وترفقت بها برا حفيا، من دمي غذيتها حتي غدت ذات جرس يأسر الأذن شجيا، إن تكن أنت بعيد عن يدي فخيال الشعر يرتاد الثريا
صديق مدثر مدرسته في فن الإقراض هي الرومانسية الجامحة في بحر المشاعر الفياضة إمتزجت بالرمزية الأنيقة الواضحة المعالم وواضحة شوكة بوصلتها الشعرية
إنه نهر الشعر العذب الذي إبحر فيه وشرب الفنان الكابلي من مياهه العذبة ، دويتو فني راقي جمع بينهما الأول صنع الكلمات واجاد والثاني عزف اللحن وأدى بصوت فخيم وكان النتاج أغنية تعتبر من مصافي الأغنيات الخالدات والجاذبة، لهما الرحمة …. وياهو دا الغنا ولا بلاش ! .